إِلَيْنا لا تُرْجَعُونَ فَوَ عِزَّتِي وَ جَلَالِي لَوْ لَا مَنْ يَعْبُدُنِي مُخْلِصاً مَا أَمْهَلْتُ مَنْ يَعْصِينِي طَرْفَةَ عَيْنٍ وَ لَوْ لَا وَرَعُ الْوَرِعِينَ مِنْ عِبَادِي لَمَا أَنْزَلْتُ مِنَ السَّمَاءِ قَطْرَةً وَ لَا أَنْبَتُّ وَرَقَةً خَضْرَاءَ فَوَا عَجَباً لِقَوْمٍ آلِهَتُهُمْ أَمْوَالُهُمْ وَ طَالَتْ آمَالُهُمْ وَ قَصُرَتْ آجَالُهُمْ وَ هُمْ يَطْمَعُونَ فِي مُجَاوَرَةِ مَوْلَاهُمْ فِي الْجَنَّةِ وَ لَا يَصِلُونَ إِلَى ذَلِكَ إِلَّا بِالْعَمَلِ وَ لَا يَتِمُّ الْعَمَلُ إِلَّا بِالْعَقْلِ.
وَ رُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ ص أَنَّ فِي الْعَشْرِ بَعْدَ سِتِّمِائَةٍ الْجَرْحَ وَ الْقَتْلَ وَ تَمْتَلِئُ الْأَرْضُ ظُلْماً وَ جَوْراً وَ فِي الْعِشْرِينَ بَعْدَهَا يَقَعُ مَوْتُ الْعُلَمَاءِ وَ لَا يَبْقَى الرَّجُلُ بَعْدَ الرَّجُلِ وَ فِي الثَّلَاثِينَ يَنْقُصُ النِّيلُ وَ الْفُرَاتُ حَتَّى تَزْرَعَ النَّاسُ شَطَّهُمَا وَ فِي الْأَرْبَعِينَ بَعْدَهَا تُمْطِرُ السَّمَاءُ الْحَجَرَ كَأَمْثَالِ الْبِيضِ فَيَهْلِكُ فِيهَا الْبَهَائِمُ وَ فِي الْخَمْسِينَ بَعْدَهَا يُسَلَّطُ عَلَيْهِمُ السِّبَاعُ وَ فِي السِّتِّينَ بَعْدَهَا يَنْكَسِفُ الشَّمْسُ فَيَمُوتُ نِصْفُ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ وَ فِي السَّبْعِينَ بَعْدَهَا لَا يُولَدُ الْمُؤْمِنُ مِنَ الْمُؤْمِنِ وَ فِي الثَّمَانِينَ بَعْدَهَا تَصِيرُ النِّسَاءُ كَالْبُهْمِ وَ فِي التِّسْعِينَ بَعْدَهَا تَخْرُجُ دَابَّةُ الْأَرْضِ وَ مَعَهَا عَصَا آدَمَ وَ خَاتَمُ سُلَيْمَانَ وَ فِي السَّبْعِمِائَةٍ تَطْلُعُ الشَّمْسُ سَوْدَاءَ مُظْلِمَةً وَ لَا تُسْأَلُونَ عَمَّا وَرَاءَهَا وَ فِي خَبَرٍ آخَرَ سَنَةَ ثَمَانِينَ وَ سِتِّمِائَةٍ تَظْهَرُ امْرَأَةٌ يُقَالُ لَهَا سَعِيدَةُ مَعَ لِحْيَةٍ وَ سِبَالٍ مِثْلَ الرِّجَالِ تَأْتِي مِنَ الصَّعِيدِ فِي مِائَتَيْ أَلْفِ عِنَانٍ وَ تَسِيرُ إِلَى الْعِرَاقِ وَ هَذِهِ الْقِصَّةُ طَوِيلَةٌ عَظِيمَةٌ مَا ذَكَرْتُهَا وَ فِي سَنَةِ سَبْعٍ وَ ثَمَانِينَ وَ سِتِّمِائَةٍ يَظْهَرُ مِنَ الرُّومِ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ الْمُرِيدُ فِي سَبْعِمِائَةِ قِنْطَارِيَّةٍ عَلَى كُلِّ قِنْطَارِيَّةٍ صَلِيبٌ تَحْتَ كُلِّ صَلِيبٍ أَلْفُ فَارِسٍ إِفْرَنْجِيٍّ وَ نَصْرَانِيٍّ وَ هَذِهِ قِصَّةٌ عَظِيمَةٌ طَوِيلَةٌ وَ فِي زَمَانِهِ يَخْرُجُ إِلَيْهِمْ رَجُلٌ مِنْ مَكَّةَ يُقَالُ لَهُ سُفْيَانُ بْنُ حَرْبٍ وَ فِي خَبَرٍ آخَرَ مِنْ وَقْتِ خُرُوجِهِ إِلَى ظُهُورِ قَائِمِ آلِ مُحَمَّدٍ ص ثَمَانُ أَشْهُرٍ لَا يَكُونُ زِيَادَةُ يَوْمٍ وَ لَا نُقْصَانٌ.
وَ رُوِيَ عَنْ مُعَلَّى بْنِ خُنَيْسٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ: إِنَّ أَمْرَ السُّفْيَانِيِّ مِنَ الْأَمْرِ الْمَحْتُومِ وَ خُرُوجَهُ فِي رَجَبٍ وَ هَذِهِ قِصَّةٌ وَ أَمْرٌ عَظِيمٌ مِنَ الشِّدَادِ الْعِظَامِ.
الفصل الثالث و المائة فيمن سأل الله بحق محمد و آل محمد
عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع قَالَ: إِنَّ عَبْداً مَكَثَ فِي النَّارِ سَبْعِينَ خَرِيفاً وَ الْخَرِيفُ سَبْعُونَ سَنَةً قَالَ ثُمَّ إِنَّهُ