وَ بَعِيدٌ مِنَ الْجَنَّةِ وَ بَعِيدٌ مِنَ النَّاسِ وَ قَرِيبٌ مِنَ النَّارِ.
وَ قَالَ النَّبِيُّ ص الرِّجَالُ أَرْبَعَةٌ سَخِيٌّ وَ كَرِيمٌ وَ بَخِيلٌ وَ لَئِيمٌ فَالسَّخِيُّ الَّذِي يَأْكُلُ وَ يُعْطِي وَ الْكَرِيمُ الَّذِي لَا يَأْكُلُ وَ يُعْطِي وَ الْبَخِيلُ الَّذِي يَأْكُلُ وَ لَا يُعْطِي وَ اللَّئِيمُ الَّذِي لَا يَأْكُلُ وَ لَا يُعْطِي.
وَ قَالَ الصَّادِقُ ع عَنْ آبَائِهِ ع عَنِ النَّبِيِّ ص أَنَّهُ قَالَ: السَّخَاءُ شَجَرَةٌ فِي الْجَنَّةِ وَ أَغْصَانُهَا مُتَدَلِّيَاتٌ فِي الْأَرْضِ فَمَنْ أَخَذَ بِغُصْنٍ مِنْ أَغْصَانِهَا قَادَهُ ذَلِكَ الْغُصْنُ إِلَى الْجَنَّةِ.
الفصل السبعون في البلاء
قال الله تعالى في سورة البقرة وَ لَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَ الْجُوعِ وَ نَقْصٍ مِنَ الْأَمْوالِ وَ الْأَنْفُسِ وَ الثَّمَراتِ وَ بَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذا أَصابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ. أُولئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَواتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَ رَحْمَةٌ وَ أُولئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ و قال في سورة الملك الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَ الْحَياةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا.
وَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص إِنَّ عِظَمَ الْجَزَاءِ مَعَ عِظَمِ الْبَلَاءِ وَ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى إِذَا أَحَبَّ قَوْماً ابْتَلَاهُمْ فَمَنْ رَضِيَ فَلَهُ الرِّضَا وَ مَنْ سَخِطَ فَلَهُ السَّخَطُ.
قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع الْجَزَعُ عِنْدَ الْبَلَاءِ تَمَامُ الْمِحْنَةِ.
وَ قَالَ النَّبِيُّ ص إِنَّ الْبَلَاءَ لِلظَّالِمِ أدبا [أَدَبٌ] وَ لِلْمُؤْمِنِ امتحانا [امْتِحَانٌ] وَ لِلْأَنْبِيَاءِ دَرَجَةٌ وَ لِلْأَوْلِيَاءِ كَرَامَةٌ.
وَ قَالَ ص مَنِ ابْتُلِيَ فَصَبَرَ وَ أُعْطِيَ فَشَكَرَ وَ ظُلِمَ فَغَفَرَ وَ ظَلَمَ فَاسْتَغْفَرَ قَالُوا مَا بَالُهُ قَالَ أُولَئِكَ لَهُمُ [الْأَمْنُ] مِنَ الْعَذَابِ وَ هُمْ مُهْتَدُونَ.
وَ قَالَ ص إِنَّ اللَّهَ يَتَعَاهَدُ وَلِيَّهُ بِالْبَلَاءِ كَمَا يَتَعَاهَدُ الْمَرِيضَ أَهْلُهُ بِالدَّوَاءِ وَ إِنَّ اللَّهَ لَيَحْمِي عَبْدَهُ الدُّنْيَا كَمَا يُحْمَى الْمَرِيضُ الطَّعَامَ.
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ عَنِ النَّبِيِّ ص أَنَّهُ قَالَ: إِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ خَيْراً ابْتَلَاهُمْ.
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص لَا يَزَالُ الْبَلَاءُ بِالْمُؤْمِنِ وَ الْمُؤْمِنَةِ فِي جَسَدِهِ وَ مَالِهِ وَ وُلْدِهِ حَتَّى يَلْقَى اللَّهَ تَعَالَى وَ مَا عَلَيْهِ خَطِيئَةٌ.
وَ قَالَ ع لَيَوَدَّنَّ أَهْلُ الْعَافِيَةِ أَنَّ جُلُودَهُمْ قُرِضَتْ بِالْمَقَارِيضِ لِمَا يَرَوْنَ مِنْ ثَوَابِ أَهْلِ الْبَلَاءِ.
قَالَ اللَّهُ تَعَالَى يَا دَاوُدُ قُلْ لِعِبَادِي يَا عِبَادِي مَنْ لَمْ يَرْضَ بِقَضَائِي وَ لَمْ يَشْكُرْ عَلَى نَعْمَائِي وَ لَمْ يَصْبِرْ عَلَى بَلَائِي فَلْيَطْلُبْ رَبّاً سَوَائِي.
قَالَ ص إِنَّ أَشَدَّ النَّاسِ بَلَاءً