ل عروة بن
الزبير و عبيد اللّه بن عبد اللّه بن عتبة على عمر بن عبد العزيز و هو أمير
المدينة. فقال عروة لشيء حدّث به من ذكر عائشة و عبد اللّه بن الزبير: سمعت عائشة
تقول: ما أحببت أحدا حبّي عبد اللّه بن الزّبير لا أعني رسول اللّه صلى اللّه عليه
و سلم و لا أبويّ. فقال عمر: إنكم لتنتحلون عائشة لابن الزّبير انتحال من لا يرى
لكل مسلم معه فيها نصيبا.
فقال عروة:
بركة عائشة كانت أوسع من ألّا يرى لكل مسلم فيها حقّ، و لقد كان عبد اللّه منها
بحيث وضعته الرّحم و المودّة التي لا يشرك كلّ واحد منهما فيه عند صاحبه أحد. فقال
عمر: كذبت. فقال عروة: هذا عبيد اللّه بن عبد اللّه بن عتبة بن مسعود يعلم أنّي
غير كاذب، و إنّ من أكذب الكاذبين من كذّب الصادقين. فسكت عبيد اللّه و لم يدخل
بينهما في شيء. فأفّف بهما عمر و قال: اخرجا عنّي. ثم لم يلبث أن بعث إلى عبيد
اللّه بن عبد اللّه رسولا يدعوه لبعض ما كان يدعوه إليه. فكتب إليه عبيد اللّه:
[1]
ابن ليلى به يعني به عبد العزيز بن مروان و هي ليلى بنت زبان بن الأصبغ بن عمرو. و
ابن عائشة يريد به عبد الملك بن مروان و هي عائشة بنت معاوية بن المغيرة بن أبي
العاص بن أمية.