إني لواقف بسوق حجر [1] إذ أنا برجل من
هيئته و حاله عليه مقطّعات خزّ و هو على نجيب مهريّ عليه رحل لم أر قطّ أحسن منه و
هو يقول: من يفاخرني من ينافرني ببني عامر بن صعصعة فرسانا و شعراء و عددا و
فعالا؟! قلت:
أنا. قال: بمن؟
قلت: ببني ثعلبة بن عكابة بن صعب بن عليّ بن بكر بن وائل. فقال: أ ما بلغك أنّ
رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم نهى عن المنافرة؟ ثم ولّى هاربا. قلت: من هذا؟
قيل: عبد العزيز بن زرارة بن جزء بن سفيان الكلابيّ.
هو صناجة
العرب:
أخبرني حبيب بن
نصر المهلّبيّ و أحمد بن عبد العزيز الجوهريّ قالا حدّثنا/ عمر بن شبّة قال:
قال أبو عبيدة:
من قدّم الأعشى يحتجّ بكثرة طواله الجياد و تصرفه في المديح و الهجاء و سائر فنون
الشعر، و ليس ذلك لغيره. و يقال: هو أوّل من سأل بشعره، و انتجع به أقاصي البلاد.
و كان يغنّى في شعره، فكانت العرب تسمّيه صنّاجة العرب.
أخبرني
المهلّبيّ و الجوهريّ قالا حدّثنا عمر بن شبّة قال: سمعت خلّادا الأرقط يقول سمعت
خلفا الأحمر يقول:
لا يعرف من
أشعر الناس كما لا يعرف من أشجع الناس و لا من كذا و لا من كذا، لأشياء ذكرها خلف
و نسيتها أنا. أبو زيد عمر بن شبّة يقول هذا.
كان أبو عمرو
بن العلاء يقدمه:
أخبرني محمد بن
العبّاس اليزيديّ قال حدّثني عمّي يوسف قال حدّثني عمّي إسماعيل بن أبي محمد قال
أخبرني أبي قال: سمعت أبا عمرو بن العلاء يقدّم الأعشى.
سئل مروان بن
أبي حفصة عن أشعر الناس فقدمه بشعره:
و قا هشام بن
الكلبيّ أخبرني أبو قبيصة المجاشعيّ أن مروان بن أبي حفصة سئل: من أشعر الناس؟
قال: الذي يقول:
كلا أبويكم كان
فرع دعامة
و لكنّهم زادوا و
أصبحت ناقصا
يعني الأعشى.
قدمه حماد
على جميع الشعراء حين سأله المنصور عن ذلك:
أخبرني محمد بن
العبّاس اليزيديّ قال حدّثني عمّي قال قال سلمة بن نجاح أخبرني يحيى بن سليم
الكاتب قال:
بعثني أبو جعفر
أمير المؤمنين بالكوفة [2] إلى حمّاد الراوية أسأله عن أشعر الشعراء. قال: فأتيت
باب حمّاد فاستأذنت و قلت: يا غلام! فأجابني إنسان من أقصى بيت في الدار فقال: من
أنت؟ فقلت: يحيى بن سليم رسول