هو عديّ بن زيد
بن مالك بن عديّ بن الرّقاع بن عصر بن عكّ [1] بن شعل [2] بن معاوية بن الحارث و
هو عاملة بن عديّ بن الحارث بن مرّة بن أدد. و أمّ معاوية بن الحارث عاملة بنت
وديعة من قضاعة، و بها سمّوا عاملة.
و نسبه الناس
إلى الرّقاع، و هو جدّ جدّه، لشهرته؛ أخبرني بذلك أبو خليفة عن محمد بن سلّام.
شاعر أموي
اختص بالوليد بن عبد الملك جعله ابن سلام في الطبقة الثالثة:
و كان شاعرا
مقدّما عند بني أميّة مدّاحا لهم خاصّا بالوليد بن عبد الملك. و له بنت شاعرة يقال
لها سلمى، ذكر ذلك ابن النّطّاح. و جعله محمد بن سلّام في الطبقة الثالثة من شعراء
الإسلام. و كان منزله بدمشق. و هو من حاضرة الشعراء لا من باديتهم. و قد تعرّض
لجرير و ناقضه في مجلس الوليد بن عبد الملك، ثم لم تتمّ بينهما مهاجاة، إلّا أنّ
جريرا قد هجاه تعريضا في قصيدته:
و لم يصرّح لأن
الوليد حلف إن هو هجاه أسرجه و ألجمه و حمله على ظهره، فلم يصرّح بهجائه.
ما جرى بينه
و بين جرير في حضرة الوليد بن عبد الملك:
أخبرني أبو
خليفة إجازة قال حدّثنا محمد بن سلّام قال أخبرني أبو الغرّاف قال:
دخل جرير على
الوليد بن عبد الملك و هو خليفة و عنده عديّ بن الرّقاع العامليّ. فقال الوليد
لجرير: أ تعرف هذا؟. قال: لا يا أمير المؤمنين. فقال الوليد:/ هذا عديّ بن
الرّقاع. فقال جرير: فشرّ الثياب الرّقاع، قال: ممّن هو؟ قال: العامليّ. فقال
جرير: هي التي يقول [فيها] اللّه عزّ و جلّ عامِلَةٌ ناصِبَةٌ
تَصْلى ناراً حامِيَةً. ثم قال:
يقصّر باع العامليّ عن النّدى
و لكنّ أير العامليّ طويل
فقال له عديّ
بن الرّقاع:
أ أمّك كانت أخبرتك بطوله
أم انت امرؤ لم تدر كيف تقول
فقال لا! بل
أدري كيف أقول. فوثب العامليّ إلى رجل الوليد فقبّلها و قال: أجرني منه. فقال
الوليد لجرير: لئن شتمته لأسرجنّك و لألجمنّك حتى يركبك فيعيّرك الشعراء بذلك.
فكنى جرير عن اسمه فقال:
[1]
كذا في الأصول. و في شرح «القاموس» مادة (رقع): «عدي». و في «المقتضب» لياقوت (ص
79): «عدة».
[2] كذا في
شرح «القاموس» و «و الاشتقاق» لابن دريد و «المقتضب». و في الأصول: «شغل» بالغين
المعجمة، و هو تصحيف.