: أخبرني محمد
بن خلف قال حدّثنا محمد بن زهير قال حدّثنا المدائنيّ:
أنّ أبا دهبل
كان يهوى امرأة من قومه يقال لها عمرة، و كانت امرأة جزلة [6] يجتمع إليها الرجال
للمحادثة [7] و إنشاد الشعر و الأخبار، و كان أبو دهبل لا يفارق مجلسها مع كل من
يجتمع إليها، و كانت هي أيضا محبّة له. و كان أبو دهبل رجلا سيّدا من أشراف بني
جمح، و كان يحمل الحملات [8] و يعطي الفقراء و يقري الضيف. و زعمت بنو جمح أنه
تزوّج عمرة هذه بعد ذلك، و زعم غيرهم أنه لم يصل إليها. و كانت عمرة توصيه بحفظ ما
بينهما و كتمانه، فضمن لها ذلك و اتصل ما بينهما. فوقفت عليه زوجته فدسّت إلى عمرة
امرأة داهية من عجائز أهلها؛ فجاءتها فحادثتها
[1]
الشهباء: الكتيبة العظيمة الكثيرة السلاح. و الزعف: الدروع.
[2] الروع: الحرب.
و العزل: جمع أعزل و هو من لا سلاح معه. و الأكشف: من لا ترس معه في الحرب، و قيل:
من ينهزم فيها.