فضحك حتى
استلقى و طرب، و دعا بالشراب فشرب؛ و جعل يستعيدني الأبيات فأعيدها حتى سكر و أمر
لي بجائزة؛ فعلمت أن أمره قد أدبر. ثم أدخلت على أبي مسلم فاستنشدني فأنشدته، قول
الأفوه [3]:
لنا معاشر لم يبنوا لقومهم
فلما بلغت إلى
قوله:
تهدى الأمور بأهل الرشد ما صلحت
و إن تولّت فبالأشرار تنقاد
قال: أنا ذلك
الذي تنقاد به الناس؛ فأيقنت حينئذ أنّ أمره مقبل.
خطب يوما
خطبة الجمعة بشعر
: أخبرني محمد
بن خلف وكيع قال: وجدت في كتاب [4] عن عبيد اللّه بن سعيد الزّهريّ عن عمر عن أبيه
قال:
خرج الوليد بن يزيد
و كان مع أصحابه على شراب؛ فقيل له: إن اليوم الجمعة؛ فقال: و اللّه لأخطبنّهم
اليوم بشعر؛ فصعد المنبر فخطب فقال:
[3] هو
الأفوه الأودى و اسمه صلاة بن عمرو من مذحج و يكنى أبا ربيعة. و قد وردت هذه
القصيدة في ديوانه (نسخة ضمن مجموعة مخطوطة بقلم الشيخ الشنقيطي محفوظة بدار الكتب
المصرية برقم 12 أدب ش) و مطلعها فيه و في «الأغاني» (ج 11 ص 44 طبع بولاق) يختلف
عما هنا.