: نسخت من كتاب
الحسين بن فهم قال أخبرني عمرو عن أبيه عن عمرو بن واقد الدمشقيّ/ قال:
/ بعث الوليد
بن يزيد إلى شراعة [3] بن الزّندبوذ، فلما قدم عليه قال: يا شراعة، إني لم أستحضرك
لأسألك عن العلم و لا لأستفتيك في الفقه و لا لتحدّثني و لا لتقرئني القرآن؛ قال:
لو سألتني عن هذا لوجدتني فيه حمارا.
قال: فكيف علمك
بالفتوّة؟ قال: ابن بجدتها، و على الخبير بها سقطت، فسل عما شئت. قال: فكيف علمك
بالأشربة؟ قال: ليسألني أمير المؤمنين عما أحبّ. قال: ما قولك في الماء؟ قال: هو
الحياة، و يشركني فيه الحمار.
قال: فاللّبن؟
قال: ما رأيته قطّ إلا ذكرت أميّ فاستحيت. قال: فالخمر؟ قال: تلك السارّة البارّة
[4] و شراب أهل الجنة. قال: للّه درّك! فأيّ شيء أحسن ما يشرب عليه؟ قال: عجبت
لمن قدر أن يشرب على وجه السماء في كنّ من الحرّ و القرّ كيف يختار عليها شيئا!.
الوليد و
حادثة المصحف
: قال و أخبرنا
عمرو عن أبيه عن يحيى بن سليم قال:
دعا الوليد بن
يزيد ذات ليلة بمصحف؛ فلما فتحه وافق ورقة فيها: وَ اسْتَفْتَحُوا
وَ خابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ. مِنْ وَرائِهِ جَهَنَّمُ وَ يُسْقى مِنْ ماءٍ
صَدِيدٍ، فقال: أ سجعا سجعا! علّقوه؛ ثم أخذ القوس و النّبل فرماه حتى
مزّقه؛ ثم قال:
[3] كان من
المجان الندماء، من أصحاب والبة بن الحباب و مطيع بن زياد و حماد عجرد. (انظر ما
كتب عنه في «الأغاني» ج 10 ص 135، ج 12 ص 96 و 106، ج 13 ص 79 و 134 طبع بولاق).