قوله: «فلا زلن
حسرى»: دعاء على الإبل التي ظعنت بها و أبعدتها عنه. و حسرى: قد حسرن أي بلغ منهن
الجهد فلم يبق فيهنّ بقيّة، يقال حسر ناقته فهو يحسرها، و هي حسرى، و الذّكر حسير
[1]؛ قال اللّه عزّ و جلّ: يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خاسِئاً وَ
هُوَ حَسِيرٌ. و في الحديث: «فإن أتعبتها حسرتها». و الظّلع في كل شيء: أن تألم
رجله فلا يقدر أن يمشي عليها فيغمز في مشيه كالأعرج إذا مشى، و يقال: ظلع فهو
ظالع. و النائي: البعيد، و النّية: الناحية التي تنوي إليها، و النّوى: البعد، و
التنائي: التباعد. و البوائق: الحوادث التي تأتي بما يحذر بغتة، و هي مثل المصائب
و النوائب.
البيت الأوّل
من الشعر لكثيّر، و يقال: إنه لأبي جندب الهذليّ. و البيت الثاني لرجل من كنانة ثم
من بني جذيمة، و زعم ابن دأب أنه عبد اللّه بن علقمة أحد بني عامر بن عبد مناة بن
كنانة، و قيل أيضا: إنه يقال له عمرو الذي قتله خالد بن الوليد في بعض مغازيه التي
وجّهه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فيها./ الغناء في اللحن المختار لمتيّم
مولاة عليّ بن هشام و أمّ أولاده. و لحنها رمل بالبنصر، من رواية إسحاق و عمرو؛ و
هو من الأرمال النادرة المختارة. و فيه خفيف ثقيل، يقال: إنه لحسين بن محرز، و
يقال: إنه قديم من غناء أهل مكة.
11- أخبار
عبد اللّه بن علقمة و تعشقه حبيشة
: أخبرني الحسن
بن عليّ قال حدّثنا محمد بن زكريا الغلابيّ قال حدّثنا العباس بن بكّار قال حدّثنا
ابن دأب قال:
كان من حديث
عبد اللّه بن علقمة أحد بني عامر بن عبد مناة بن كنانة أنه خرج مع أمّه و هو مع
ذلك غلام يفعة [2] دون المحتلم لتزور جارة لها، و كان لها بنت يقال لها حبيشة بنت
حبيش أحد بني عامر بن عبد مناة بن كنانة. فلما رآها عبد اللّه بن علقمة أعجبته و
وقعت في نفسه، و انصرف و ترك أمّه عند جارتها، فلبثت عندها يومين.
[1]
الذي في «معاجم اللغة» يخالف ما ذكره المؤلف في تصريف هذه الكلمة. ففي «اللسان»
(مادة حسر): «... و دابة حاسر و حاسرة و حسير الذكر و الأنثى سواء، و الجمع حسري
مثل قتيل و قتلى». يريد أن «حسيرا» مما يستوي فيه المذكر و المؤنث.