: أخبرني عليّ
بن سليمان الأخفش قال حدّثنا محمد بن يزيد الثّماليّ قال حدّثني التّوّزيّ قال قال
لي الأصمعيّ:
أحبّ أن تأتيني
بشيء من شعر هذا الحميريّ فعل اللّه به و فعل؛ فأتيته بشيء منه؛ فقرأه فقال:
قاتله اللّه! ما أطبعه و أسلكه لسبيل الشعراء! و اللّه لو لا ما في شعره من سبّ
السّلف لما تقدّمه من طبقته أحد.
مدح أبو
عبيدة شعره و كان يرويه
: أخبرني أحمد
بن عبد العزيز الجوهريّ قال حدّثنا عمر بن شبّة قال:
أتيت أبا عبيدة
معمر بن المثنّى يوما و عنده رجل من بني هاشم يقرأ عليه كتابا؛ فلما رآني أطبقه.
فقال له أبو عبيدة: إن أبا زيد ليس ممّن يحتشم منه، فأقرأ. فأخذ الكتاب و جعل
يقرؤه، فإذا هو شعر السيّد. فجعل أبو عبيدة يعجب منه و يستحسنه. قال أبو زيد: و
كان أبو عبيدة يرويه. قال: و سمعت محمد/ بن أبي بكر المقدّميّ يقول:
أخبرني ابن
دريد قال: سئل أبو عبيدة من أشعر المولّدين؟ قال: السيّد و بشّار.
كثرة شعره و
عدم الإحاطة به
: و قال
الموصليّ حدّثني عمّي قال:
جمعت للسيّد في
بني هاشم ألفين و ثلاثمائة قصيدة؛ فخلت أن قد استوعبت شعره، حتى جلس إليّ يوما رجل
ذو أطمار رثّة، فسمعني أنشد شيئا من شعره،/ فأنشدني له ثلاث قصائد لم تكن عندي.
فقلت في نفسي: لو كان هذا يعلم ما عندي كلّه ثم أنشدني بعده ما ليس عندي لكان
عجيبا، فكيف و هو لا يعلم و إنما أنشد ما حضره! و عرفت حينئذ أن شعره ليس ممّا
يدرك و لا يمكن جمعه كله.
رأي بشار
فيه
: أخبرني عمّي
قال حدّثني الكرانيّ عن ابن عائشة قال:
وقف السيّد على
بشّار و هو ينشد الشعر؛ فأقبل عليه و قال:
أيّها المادح العباد ليعظى
إنّ اللّه ما بأيدي العباد
فاسأل اللّه ما طلبت إليهم
و ارج نفع المنزّل العوّاد
لا تقل في الجواد ما ليس فيه
و تسمّي البخيل باسم الجواد
قال بشّار: من
هذا؟ فعرّفه؛ فقال: لو لا أن هذا الرجل قد شغل عنّا بمدح بني هاشم لشغلنا، و لو
شاركنا في مذهبنا لأتعبنا. و روي في هذا الخبر أنّ عمران بن حطّان الشّاري [2]
خاطب الفرزدق بهذه المخاطبة و أجابه بهذا الجواب.
[1]
يكني أبا سليمان النصري، كان ينزل في بني ضبيعة فنسب إليهم. و هو حسن الحديث معروف
بالتشيع. (انظر «تهذيب التهذيب» ج 1 ص 96).
[2] الشاري:
أحد الشراة و هم طائفة من الخوارج يزعمون أنهم شروا أنفسهم و ابتاعوا آخرتهم بدنياهم.
قال أحدهم و هو معدان الإيادي: