أن
أبوى السيّد كانا إباضيّين [1]، و كان منزلهما بالبصرة في غرفة بني ضبّة، و كان السيّد
يقول: طالما سبّ أمير المؤمنين في هذه الغرفة. فإذا سئل عن التشيّع من أين وقع له،
قال: غاصت عليّ الرحمة غوصا.
و روي عن
السيّد أن أبويه لمّا علما بمذهبه همّا بقتله؛ فأتى عقبة [2] بن سلّم الهنائيّ
فأخبره بذلك، فأجاره و بوّأه منزلا وهبه له، فكان فيه حتى ماتا فورثهما.
قال راويته:
إنه على مذهب الكيسانية
: و قد أخبرني
الحسن [3] بن علي البرّيّ عن محمد بن عامر عن القاسم بن الرّبيع عن أبي داود
سليمان بن سفيان المعروف بالحنزق [4] راوية السيّد الحميريّ قال: ما مضى و اللّه
إلّا على مذهب الكيسانيّة [5]. و هذه القصائد التي يقولها الناس مثل:
لغلام للسيّد
يقال له قاسم الخيّاط، قالها و نحلها للسيّد، و جازت على كثير من الناس ممّن لم
يعرف خبرها، بمحل قاسم منه و خدمته إيّاه.
أوصافه
الجسمية و مواهبه
: أخبرني أحمد
بن عبيد اللّه بن عمّار قال حدّثني عليّ بن محمد النّوفليّ قال حدّثني أبو جعفر
الأعرج ابن بنت الفضيل [7] بن بشّار قال:
كان السيّد
أسمر، تامّ القامة، أشنب [8]، ذا وفرة [9]، حسن الألفاظ، جميل الخطاب، إذا تحدّث
في مجلس قوم أعطى كلّ رجل في المجلس نصيبه من حديثه.
[1]
الإباضية (بكسر الهمزة): أصحاب عبد اللّه بن إباض الذي خرج في أيام مروان بن محمد،
و هم قوم من الحرورية، زعموا أن مخالفهم كافر لا مشرك تجوز مناكحته. و كفروا عليا
و أكثر الصحابة. (انظر «شرح القاموس» مادة أبض و «الملل و النحل» للشهرستاني).
[2] هو عقبة
بن سلّم الهنائي من بني هناءة (بطن من الأزد). ولي البصرة لأبي جعفر المنصور.
(انظر الكلام عليه في «الطبري» ق 3 ص 145، 146، ص 344، 352، 353).
[5]
الكيسانية: فرقة من الشيعة الإمامية، و هم أصحاب كيسان مولى علي بن أبي طالب، و
قيل: هو تلميذ لمحمد بن الحنفية. يجمعهم القول بأن الدين طاعة رجل. و مذهبهم مبسوط
في علم الكلام.
[6] الجسرة:
العظيمة من الإبل. و العذافرة: الشديدة منها.