: السيّد لقبه.
و اسمه إسماعيل بن محمد بن يزيد بن ربيعة بن مفرّغ الحميريّ. و يكنى أبا هاشم. و
أمه امرأة من الأزد ثم من بني الحدّان. و جدّه يزيد بن ربيعة، شاعر مشهور، و هو
الذي هجا زيادا [1] و بنيه و نفاهم عن آل حرب؛ و حبسه عبيد [2] اللّه بن زياد لذلك
و عذّبه، ثم أطلقه معاوية. و خبره في هذا طويل يذكر في موضعه [3] مع سائر أخباره؛
إذ كان الغرض هاهنا ذكر أخبار السيّد.
و وجدت في بعض
الكتب عن إسحاق بن محمد النّخعيّ قال: سمعت ابن عائشة و القحذميّ يقولان: هو يزيد
بن مفرّغ، و من قال: إنه يزيد بن معاوية فقد/ أخطأ. و مفرّغ لقب ربيعة؛ لأنه راهن
أن يشرب عسّا من لبن فشربه حتى فرّغه؛ فلقّب مفرّغا. و كان شعّابا [4] بسيالة، ثم
صار إلى البصرة.
شاعر متقدّم
مطبوع، و ترك شعره لذمة الصحابة
: و كان شاعرا
متقدّما مطبوعا. يقال: إن أكثر الناس شعرا في الجاهلية و الإسلام ثلاثة: بشّار، و
أبو العتاهية، و السيّد؛ فإنه لا يعلم أن أحدا قدر على تحصيل شعر أحد منهم أجمع.
و إنما مات
ذكره و هجر الناس شعره لما كان يفرط فيه من سبّ أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه
و سلّم و أزواجه في شعره و يستعمله من قذفهم و الطعن عليهم،/ فتحومي شعره من هذا
الجنس و غيره لذلك، و هجره الناس تخوّفا و تراقبا [5]. و له طراز من الشعر و مذهب
قلّما يلحق فيه أو يقاربه. و لا يعرف له من الشعر كثير. و ليس يخلو من مدح بني
هاشم أو ذمّ غيرهم ممّن هو عنده ضدّ لهم. و لو لا أنّ أخباره كلّها تجري هذا
المجرى و لا تخرج عنه لوجب ألّا نذكر منها شيئا؛ و لكنّا شرطنا أن نأتي بأخبار من
نذكره من الشعراء؛ فلم نجد بدّا من ذكر أسلم ما وجدناه له و أخلاها من سيّئ
اختياره [6] على قلّة ذلك ..
كان أبواه
إباضيين و لما تشيع هما بقتله
: أخبرني أحمد
بن عبيد اللّه بن عمّار قال حدّثني عليّ بن محمد النّوفليّ عن إسماعيل بن الساحر
راوية السيّد، قال ابن عمّار و حدّثني أحمد بن سليمان بن أبي شيخ عن أبيه:
[1]
هو زياد ابن أبيه الأموي. كان واليا على العراق في أيام معاوية بن أبي سفيان.
[2] هو عبيد
اللّه بن زياد ابن أبيه، ولى العراق لمعاوية ثم لابنه يزيد. و هو الذي أمر بقتال
الحسين بن علي رضي اللّه عنه.