قال: فأمر له
الواثق بصلة سنيّة مجدّدة، و استحسن الصوت، و أمر فغنّى في عدّة أبيات منها. غنّت
فريدة في البيتين الأوّلين من هذه الأبيات، و لحنها هزج مطلق.
خاصم أبا
شهاب و لاحاه
: حدّثني جعفر
بن قدامة قال حدّثني عليّ بن يحيى قال: اجتمعت أنا و حسين بن الضحّاك و أبو شهاب
الشاعر و هو الذي يقول:
لقد كنت ريحانة في النّديّ
و تفّاحة في يد الكاعب
و عمرو بن بانة
يغنّيها- فتذاكرنا الدّوابّ، و اتّصل الحديث إلى أن تلاحى حسين و أبو شهاب/ في
دابّتيهما و تراهنا على المسابقة بهما، فتسابقا فسبقه أبو شهاب. فقال حسين في ذلك:
و هي أيضا
قصيدة. فكان ذلك سبب التباعد بينهما. و كنّا إذا أردنا العبث بحسين نقول له: أيا
شاعر الخصيان، فيجنّ و يشتمنا.
قصته مع أحد
جند الشام و إيقاعه بينه و بين عشيقته
: حدّثني جعفر
قال حدّثني عليّ بن يحيى قال حدّثني حسين بن الضحّاك قال: كان يألفني إنسان من جند
الشأم عجيب الخلقة و الزّيّ و الشكل غليظ جلف جاف، فكنت أحتمل ذلك كلّه له و يكون
حظّي التعجّب به، و كان يأتيني بكتب من عشيقة له ما رأيت كتبا أحلى منها و لا أظرف
و لا أبلغ و لا أشكل من معانيها، و يسألني أن أجيب عنها؛
زناميّ،
و قول العامة: «ناي زلامي» باللام تحريف. و زنام في الناي و بنان في العود كلاهما
منقطع النظير في طبقته، فإذا اجتمعا على الضرب و الزمر أحسنا و أعجبا رقة. قال
البحتري:
هل العيش إلا ماء كرم مصفق
يرقرقه في الكأس ماء غمام
و عود بنان حين ساعد شدوه
على نغم الألحان ناي زنام
(مختصر عن «القاموس» و «شرحه» مادة زنم).
[1] الكودن:
الفرس الهجين و البغل، و هو أيضا الثقيل و البليد. و في ب، س: «الكودتين» بالتاء
المثناة من فوق، و هو تصحيف.