و لم يلبث حرب
بن أميّة و مرداس بن أبي عامر أن ماتا. فأمّا مرداس فدفن بالقريّة. ثم ادّعاها بعد
ذلك كليب بن أبي عهمة [2] السّلميّ ثم الظّفريّ. فقال في ذلك عبّاس بن مرداس:
/
أ كليب مالك كلّ يوم ظالما
و الظلم أنكد وجهه ملعون
قد كان قومك يحسبونك سيّدا
و إخال أنك سيّد معيون
/- المعيون: الذي أصابته العين، و قيل:
المعيون: الحسن المنظر فيما تراه العين و لا عقل له-:
و كان أبو
سفيان سيّدا من سادات قريش في الجاهليّة و رأسا من رءوس الأحزاب على رسول اللّه
صلى اللّه عليه و سلم في حياته و كهفا للمنافقين في أيامه، و أسلم يوم الفتح. و له
في إسلامه أخبار نذكرها هنا. و كان تاجرا يجهّز التجار بماله و أموال قريش إلى أرض
العجم. و شهد مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم مشاهدة الفتح، و فقئت عينه يوم
الطائف [4]، فلم يزل أعور إلى يوم اليرموك [5]، ففقئت عينه الأخرى يومئذ فعمي.
مازح رسول
اللّه صلى اللّه عليه و سلم في بيت بنته أم حبيبة:
أخبرنا
الطّوسيّ و الحرميّ قالا حدّثنا الزبير بن بكّار قال حدّثني عليّ بن صالح عن جدّي
عبد اللّه بن مصعب عن إسحاق بن يحيى المكيّ عن أبي الهيثم عمّن أخبره:
[1]
القوانس: جمع قونس، و هو أعلى البيضة. و في «معجم ما استعجم»: «القلانسا».
[2] في «معجم
ما استعجم» للبكري: «كليب بن عيهة». و فيما مر في جميع الأصول (ج 5 ص 38 من هذه
الطبعة) و «النقائص» (ص 907 طبع أوروبا): «كليب بن عهمة».
[3] يشير إلى
تحكم كليب في موارد الماء و نفيه بكر بن وائل عنها حتى كاد يقتلهم عطشا. (راجع
الكلام على ذلك مفصلا في الجزء الخامس من هذه الطبعة ص 36- 37).
[4] يعني
غزوة الطائف و فيها رماه سعيد بن عبيد الثقفي فأصاب عينه. (انظر «المواهب اللدنية»
ج 3 ص 39- 40 طبع بولاق).
[5] اليرموك:
واد بناحية الشام في طرف الغور يصب في نهر الأردن ثم يمضي إلى البحيرة المنتنة.
كانت به حرب بين المسلمين و الروم في أيام أبي بكر الصديق و عمر بن الخطاب رضي
اللّه عنهما.