أخبرني محمد بن
الحسن بن دريد الأزدي قال حدّثني عمّي عن العبّاس بن هشام عن أبيه، و أخبرني
الحسين بن يحيى عن حمّاد عن أبيه عن ابن الكلبي، و أخبرني عمّي عن الكرانيّ عن
العمريّ عن الهيثم بن عديّ، و ذكره العنزيّ عن أصحابه، قالوا جميعا:
خرج أعشى همدان
إلى الشأم في ولاية مروان بن الحكم، فلم ينل فيها حظّا؛ فجاء إلى النعمان بن بشير
و هو عامل على حمص، فشكا إليه حاله؛ فكلّم له النعمان بن بشير اليمانية و قال لهم:
هذا شاعر اليمن و لسانها، و استماحهم له؛ فقالوا: نعم،/ يعطيه كلّ رجل منا دينارين
من عطائه؛ فقال: لا، بل أعطوه دينارا دينارا و اجعلوا ذلك معجّلا؛ فقالوا: أعطه
إيّاه من بيت المال و احتسبها على كلّ رجل من عطائه؛ ففعل النّعمان- و كانوا عشرين
ألفا- فأعطاه عشرين ألف دينار و ارتجعها منهم عند العطاء. فقال الأعشى يمدح
النعمان:
و قال الهيثم
بن عديّ في خبره: حاصر المهلّب بن أبي صفرة نصيبين، و فيها أبو قارب يزيد بن أبي
صخر و معه الخشبيّة [2]؛ فقال المهلّب: يا أيها الناس، لا يهولنّكم هؤلاء القوم
فإنما هم العبيد بأيديها العصيّ. فحمل عليهم المهلّب و أصحابه فلقوهم بالعصيّ
فهزموهم حتى أزالوهم عن موقفهم. فدسّ المهلّب رجلا من عبد القيس إلى يزيد بن أبي
صخر ليغتاله، و جعل له على ذلك جعلا سنيّا- قال الهيثم: بلغني أنه أعطاه مائتي ألف
درهم قبل أن يمضي و وعده بمثلها إذا عاد- فاندسّ له العبديّ فاغتاله فقتله و قتل
بعده. فقال أعشى همدان في ذلك: