responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 6  صفحه : 325

مدح النعمان بن بشير عامل حمص لوساطته له في عطاء:

أخبرني محمد بن الحسن بن دريد الأزدي قال حدّثني عمّي عن العبّاس بن هشام عن أبيه، و أخبرني الحسين بن يحيى عن حمّاد عن أبيه عن ابن الكلبي، و أخبرني عمّي عن الكرانيّ عن العمريّ عن الهيثم بن عديّ، و ذكره العنزيّ عن أصحابه، قالوا جميعا:

خرج أعشى همدان إلى الشأم في ولاية مروان بن الحكم، فلم ينل فيها حظّا؛ فجاء إلى النعمان بن بشير و هو عامل على حمص، فشكا إليه حاله؛ فكلّم له النعمان بن بشير اليمانية و قال لهم: هذا شاعر اليمن و لسانها، و استماحهم له؛ فقالوا: نعم،/ يعطيه كلّ رجل منا دينارين من عطائه؛ فقال: لا، بل أعطوه دينارا دينارا و اجعلوا ذلك معجّلا؛ فقالوا: أعطه إيّاه من بيت المال و احتسبها على كلّ رجل من عطائه؛ ففعل النّعمان- و كانوا عشرين ألفا- فأعطاه عشرين ألف دينار و ارتجعها منهم عند العطاء. فقال الأعشى يمدح النعمان:

و لم أر للحاجات عند التماسها

كنعمان نعمان النّدى ابن بشير

إذا قال أوفى ما يقول و لم يكن‌

كمدل إلى الأقوام حبل غرور

متى أكفر النعمان لم ألف شاكرا

و ما خير من لا يقتدي بشكور

فلو لا أخو الأنصار كنت كنازل‌

ثوى ما ثوى لم ينقلب بنقير [1]

شعره في حرب نصيبين بين المهلب و يزيد بن أبي صخر:

و قال الهيثم بن عديّ في خبره: حاصر المهلّب بن أبي صفرة نصيبين، و فيها أبو قارب يزيد بن أبي صخر و معه الخشبيّة [2]؛ فقال المهلّب: يا أيها الناس، لا يهولنّكم هؤلاء القوم فإنما هم العبيد بأيديها العصيّ. فحمل عليهم المهلّب و أصحابه فلقوهم بالعصيّ فهزموهم حتى أزالوهم عن موقفهم. فدسّ المهلّب رجلا من عبد القيس إلى يزيد بن أبي صخر ليغتاله، و جعل له على ذلك جعلا سنيّا- قال الهيثم: بلغني أنه أعطاه مائتي ألف درهم قبل أن يمضي و وعده بمثلها إذا عاد- فاندسّ له العبديّ فاغتاله فقتله و قتل بعده. فقال أعشى همدان في ذلك:

يسمّون أصحاب العصيّ و ما أرى‌

مع القوم إلا المشرفيّة من عصا

ألا أيّها اللّيث الذي جاء حاذرا [3]

و ألقى بنا جرمى [4] الخيام و عرّصا

/ أ تحسب غزو الشأم يوما و حربه‌

كبيض ينظّمن الجمان المفصصا

و سيرك بالأهواز إذ أنت آمن‌

و شربك ألبان الخلايا [5] المقرّصا

فأقسمت لا تجبي لك الدهر درهما

نصيبون حتّى تبتلى و تمحّصا


[1] النقير: النكتة في ظهر النواة.

[2] الخشبية: أتباع المختار بن أبي عبيد.

[3] حاذرا: متأهبا مستعدا.

[4] كذا في ح. و في ب، س:

«و ألقى بنا جرم»

. و في أ، ء:

«و ألقى بنا جرى»

. و الظاهر من السياق أنه اسم موضع. و لم نوفق في المظان التي بين أيدينا إلى وجه الصواب فيه.

[5] الخلايا: الإبل المخلاة للحلب، الواحدة خلية. و المقرص: اللبن الذي يجعل في المقارص ليصير قارصا أي حامضا. و المقارص:

الأوعية التي يقرّص فيها اللبن.

نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 6  صفحه : 325
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست