قال عليّ بن
يحيى: قال لي أحمد بن إبراهيم: يا أبا الحسن، لو قال الخليفة لإسحاق: أحضرني فضلا
و حمّادا أ ليس كان قد افتضح من دمامة خلقهما و تخلّف شاهدهما.
كتب إليه ابن
المهدي يأسف لفقدان من يحكم بينهما:
حدّثني جحظة
قال حدّثني هبة اللّه بن إبراهيم بن المهديّ قال:
كتب أبي إلى
إسحاق في شيء خالفه فيه من التّجزئة و القسمة: «إلى من أحاكمك و النّاس بيننا
حمير!».
قصة ذهابه
إلى تل عزاز حين خرج مع الرشيد:
أخبرني محمد بن
خلف وكيع قال حدّثنا سليمان بن أيّوب قال حدّثني محمد بن عبد اللّه بن مالك
الخزاعيّ قال حدّثنا إسحاق قال:
كنت مع الرشيد
حين خرج إلى الرّقّة، فدخل يوما إلى النساء، و خرجت فمضيت إلى تلّ عزاز [2]، فنزلت
عند خمّارة هناك فسقتني شرابا لم أر مثله حسنا و طيبا و طيب رائحة في بيت مرشوش و
ريحان غضّ، و برزت بنت لها كأنّها خوط [3] بان أو جدل عنان، لم أر أحسن منها قدّا،
و لا أسيل خدّا، و لا أعتق وجها، و لا أبرع ظرفا، و لا أفتن طرفا، و لا أحسن
كلاما، و لا أتمّ تماما؛ فأقمت عندها ثلاثا و الرشيد يطلبني فلا يقدر عليّ؛ ثم
انصرفت فذهبت بي
[2] عزاز:
ذكره ياقوت في «معجمة» فقال: «ذكر أبو الفرج الأصبهاني في كتاب «الديرة»: أن عزاز
بالرقة، و أنشد عليه لإسحاق الموصلي ...». ثم ساق ياقوت بعد ذلك البيتين الأولين
من الأربعة الأبيات التالية.