/ اتّفقت العرب على أنّ أشعر أهل المدر أهل يثرب، ثم عبد القيس ثم
ثقيف؛ و على أنّ أشعر أهل يثرب حسّان بن ثابت.
سأل أبا
هريرة عن حديث في شأنه فأجابه:
أخبرني حبيب بن
نصر المهلّبيّ و أحمد بن عبد العزيز الجوهريّ قالا حدّثنا عمر بن شبّة قال حدّثنا
عفّان/ قال حدّثنا عبد الواحد بن زياد قال حدّثنا معمر عن الزّهريّ عن سعيد بن
المسيّب قال.
جاء حسّان إلى
نفر فيهم أبو هريرة، فقال: أنشدك اللّه: أسمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم
يقول: «أجب عنّي» ثم قال:
«اللّهمّ أيّده
بروح القدس»؟ قال أبو هريرة: اللّهمّ نعم.
كان أحد
الأنصار الثلاثة الذين عارضوا شعراء قريش:
أخبرني حبيب بن
نصر و أحمد بن عبد العزيز قالا حدّثنا عمر بن شبّة قال حدّثنا وهب بن جرير قال
حدّثنا أبي قال سمعت محمد بن سيرين، قال أبو زيد و حدّثنا هوذة بن خليفة قال
حدّثنا عوف عن محمد بن سيرين قال:
كان يهجو رسول
اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم ثلاثة [1] رهط من قريش: عبد اللّه بن الزّبعري، و
أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطّلب، و عمرو بن العاصي؛ فقال قائل لعليّ بن أبي
طالب رضوان اللّه عليه: اهج عنّا القوم الذين قد هجونا.
فقال عليّ رضي
اللّه عنه: إن أذن لي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فعلت. فقال رجل: يا رسول
اللّه، ائذن لعليّ كي يهجو عنّا هؤلاء القوم الذين قد هجونا. قال: «ليس هناك» أو
«ليس عنده ذلك»؛ ثم قال للأنصار: «ما يمنع القوم الذين نصروا رسول اللّه- صلى
اللّه عليه و سلّم- بسلاحهم أن ينصروه بألسنتهم؟». فقال حسّان بن ثابت: أنا لها، و
أخذ بطرف لسانه و قال:
و اللّه ما
يسرّني به مقول [2] بين بصرى و صنعاء. فقال: «كيف/ تهجوهم و أنا منهم»؟ فقال: إنّي
أسلّك منهم كما تسلّ الشّعرة من العجين. قال: فكان يهجوهم ثلاثة من الأنصار: حسان
بن ثابت، و كعب بن مالك، و عبد اللّه بن رواحة. فكان حسّان و كعب يعارضانهم بمثل
قولهم بالوقائع و الأيّام و المآثر و يعيّرانهم بالمثالب، و كان عبد اللّه بن
رواحة يعيّرهم بالكفر. قال: فكان في ذلك الزمان أشد القول عليهم قول حسان و كعب، و
أهون القول عليهم قول ابن رواحة. فلمّا أسلموا و فقهوا الإسلام، كان أشدّ القول
عليهم قول ابن رواحة.
استأذن
النبيّ في هجو قريش فأمره أن يأخذ أنسابهم عن أبي بكر:
أخبرنا أحمد بن
عبد العزيز و حبيب بن نصر المهلّبيّ قالا حدّثنا عمر بن شبّة قال حدّثنا عبد اللّه
بن بكر بن حبيب السّهميّ قال حدّثنا أبو يونس القشيريّ و هو حاتم [3] بن أبي صغيرة
قال حدّثنا سماك بن حرب قال:
قام حسّان أبو
الحسام فقال: يا رسول اللّه، ائذن لي فيه، و أخرج لسانا له أسود، فقال: يا رسول
اللّه، لو شئت لفريت به المزاد [4]، ائذن لي فيه. فقال: «اذهب إلى أبي بكر
فليحدّثك حديث القوم و أيّامهم و أحسابهم ثم
[3]. كذا في
«طبقات ابن سعد» (ج 7 قسم 2 ص 31 طبع أوروبا) و «تهذيب التهذيب» (ج 2 ص 130 طبع الهند)
و «الخلاصة» طبع مصر؛ و هو مولى بني قشير، و اسم أبيه مسلم، و أبو صغيرة أبو أمه،
و هو يروي عن عمرو بن دينار و سماك بن حرب. (انظر «الأنساب» للسمعاني). و قد ورد
هذا الاسم مضطربا في جميع الأصول.
[4]. المزاد:
جمع مزادة، و هي التي يحمل فيها الماء، و هي ما فئم بجلد ثالث بين الجلدين ليتسع؛
سميت بذلك لمكان الزيادة.