responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 3  صفحه : 138

رويد [1]

تصاهل بالعراق جيادنا

كأنك بالضّحاك قد قام نادبه‌

وسام لمروان و من دونه الشّجا

و هول كلجّ البحر جاشت غواربه‌

أحلّت به أمّ المنايا بناتها

بأسيافنا، إنّا ردى من نحاربه‌

و كنّا إذا دبّ العدوّ لسخطنا

و راقبنا في ظاهر لا نراقبه‌

ركبنا له جهرا بكلّ مثقّف‌

و أبيض تستسقي الدّماء مضاربه‌

/ ثم قلت لإسحاق: أخبرني عن قول بشّار في هذه القصيدة:

فلمّا تولّى الحرّ و اعتصر الثّرى‌

لظى الصّيف من نجم توقّد لاهبه‌

و طارت عصافير الشّقائق [2] و اكتسى‌

من الآل [3] أمثال المجرّة [4] ناضبه‌

غدت عانة تشكو بأبصارها الصّدى‌

إلى الجأب إلا أنها لا تخاطبه‌

- العانة: القطيع من الحمير، و الجأب: ذكرها. و معنى شكواها الصدى بأبصارها أن العطش قد تبيّن في أحداقها فغارت- قال: و هذا من أحسن ما وصف به الحمار و الأتن، أ فهذا للمتلمّس أيضا! قال: لا؛ فقلت: أ فما هو في غاية الجودة و شبيه بسائر الشعر، فكيف قصد بشّار لسرقة تلك الأبيات خاصّة! و كيف خصه بالسرقة منه وحده من بين الشعراء و هو قبله بعصر طويل! و قد روى الرّواة شعره و علم بشّار أنّ ذلك لا يخفى، و لم يعثر على بشّار أنه سرق شعرا قطّ جاهليّا و لا إسلاميا. و أخرى فإنّ شعر المتلمّس يعرف في بعض شعر بشّار؛ فلم يردد/ ذلك بشي‌ء.

و قد أخبرني بهذا الخبر هاشم بن محمد الخزاعيّ قال حدّثنا أبو غسّان دماذ عن أبي عبيدة أنّ بشّارا أنشده:

إذا كنت في كلّ الأمور معاتبا

صديقك لم تلق [5] الذي لا تعاتبه‌

و ذكر الأبيات. قال: و أنشدتها شبيل بن عزرة الضّبعيّ، فقال: هذا للمتلمّس؛ فأخبرت بذلك بشّارا، قال:

كذب و اللّه شبيل، لقد مدحت ابن هبيرة بهذه القصيدة و أعطاني عليها أربعين ألفا.

لما صار طاهر إلى العراق في حرب الأمين سأل عن ولد بشار ليبرّهم:

أخبرنا يحيى بن عليّ قال حدّثنا عليّ بن مهديّ قال حدّثنا عليّ بن إبراهيم المروزيّ، و كان أبوه من قوّاد طاهر، قال حدّثني أبي قال:

لما خلع محمّد المأمون و ندب له عليّ بن عيسى، ندب المأمون للقاء عليّ بن عيسى طاهر بن الحسين‌


[1] في «اللسان» (مادة رود): و قال الليث: إذا أردت «برويدا» الوعيد نصبتها بلا تنوين، و أنشد:

رويد نصاهل بالعراق جيادنا

إلخ. و في الأصول: «رويدا» بالتنوين.

[2] الشقائق: جمع شقيقة و هي أرض صلبة بين رياض تنبت الشجر و العشب.

[3] الآل: السراب.

[4] المجرة: نجوم كثيرة لا تدرك بمجرّد البصر و إنما ينتشر ضوأها فيرى كأنه بقعة بيضاء.

[5] في ح: «لم تلف» بالفاء.

نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 3  صفحه : 138
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست