و ممّا قاله القتّال في تحريضهم في قصيدة طويلة:
فيا لأبي بكر و يا لجحوّش
و للّه مولى دعوة لا يجابها [1]
أ في كلّ عام لا تزال كتيبة
ذؤيبيّة تهفو عليكم عقابها؟ [2]
لهم جزر منكم عبيط كأنّه
وقاع الملوك فتكها و اغتصابها [3]
و انتم عديد في حديد و شكّة
و غاب رماح يوجف القلب غابها [4]
يسقّى ابن بشر ثم يمسح بطنه
و حولي رجال ما يسوغ شرابها [5]
فما الشرّ كلّ الشر لا خير بعده
على الناس إلّا أن تذلّ رقابها
نساء ابن بشر بدّن و نساؤنا
بلايا عليها كلّ يوم سلابها
تنام فتقضي نومة الليل عرسه
و أمّ سعيد ما تنام كلابها
فإن نحن لم نغضب لهم فنثيبهم
و كلّ يد موف إلينا ثوابها
فنحن بنو اللائي زعمتم و أنتم
بنو محصنات لم تدنّس ثيابها [6]
صوت
ألا للّه درّك من
فتى قوم إذا رهبوا [7]
و قالوا: من فتى للحر
ب [8] يرقبنا و يرتقب
فكنت فتاهم فيها
إذا يدعى لها يثب [9]
ذكرت أخي فعاودني
صداع الرّأس [10] و الوصب
كما يعتاد ذات البوّ
بعد سلوّها الطّرب [11]
فدمع العين من برحا
ء ما في الصّدر ينسكب
[1] ج: سقط «يا لجحوش، مولى».
[2] «الديوان» 33: «عقيلية» بدل «ذؤيبية» و في ج «ذوينة». «لا تراك» بدل «لا تزال». و العقاب: الحرب أو الراية.
[3] الجزر: جمع جزرة، و هي الشاة تصلح للذبح. و قوله: كأنه. في خد: كأنهم.
[4] «الديوان» 33: «و شفرة»، بدل: و شكة (و هي السلاح). و في خد «الذل)، «بدل»: «القلب» و هذا البيت ساقط من س.
[5] جاء هذا البيت في «الديوان». و في نسخة ج سابقا على البيت «لهم جزر ..» و قوله: يمسح بطنه: كناية عن الشبع و الترف. و في خد: فيسقى، بدل: بسقى.
[6] الأبيات الثلاثة الأخيرة من خد، و لم تذكر في ج و لا س و لا «الديوان».
[7] خد «للّه درك من» و في ب. س «بني قوم».
[8] «أشعار الهذليين» «فتى للثغر».
[9] «المختار»، خد «إذا تدعى لها تثب».
[10] «المختار»، خد «رداع السقم» و في «التجريد»: «صداع الرأس و النصب».
[11] هذا البيت من خد.