أبو حشيشة لقب غلب عليه، و
هو محمد بن أمية بن أبي أمية، يكنى أبا جعفر، و كان أهله جميعا متّصلين بإبراهيم
بن المهديّ، و كان هو من بينهم معنيّا بالطّنبور، يغنّى أحسن غناء [2] و خدم جماعة
من الخلفاء أولهم المأمون، و من بعده إلى المعتمد.
أبو صالح يكتب له في
استتاره:
و له يقول أبو صالح بن
يزداد و كتب بها في استتاره [3]:
جعلت فداك يا بن أبي
أميّه
أرى الأيام قد حكمت عليه
و ملّني الصديق و خان
عهدي
فما أقرا لكم كتبا إليّه
فإن كان الضمير كما
بدا لي
فهذا و الإله هو البليّة
كان أكثر انقطاعه إلى أبي
أحمد بن الرشيد أيام حياته، و كان أبوه وجده و أخواله كتّابا.
و قرأت على أحمد بن جعفر
جحظة ما ذكره عن أبي حشيشة في كتابه الذي ألّفه في أخبار مراتب الطّنبوريين و
الطّنبوريات و كان من ذلك أنه قال:
شاهدت أبا حشيشة مدّة، و
كان يتغنّى في أشعار خالد الكاتب و بني أمية، و كانت معه فقر من الأحاديث يضعها
مواضعها، و كانت له صنعة تقدّم فيها كلّ طنبوريّ، لا أحاشي من قولي ذلك، فمنها:
كأنّ هموم الناس في
الأرض كلّها
عليّ و قلبي بينهم قلب واحد
و لي شاهدا عدل سهاد
و عبرة
و كم مدّع للحبّ من غير شاهد
و هو خفيف رمل مطلق. قال
جحظة: و رأيته في القدمة التي قدمها مع ابن المدبّر بين يدي المعتمد، و قد غناه من
شعر عليّ بن محمد بن نصر.