و نفجر بأمّه، [ثم أجاب]
[1] في أشياء بلغني أنه سأله عنها؛ فلما سمعوا كلامهم قاتلوهم؛ حتى أمسوا؛ فصاحت
الشّراة: ويحك، يا ابن عطية! إن اللّه- جل و عز- قد جعل الليل سكنا؛ فاسكن و نسكن؛
فأبى و قاتلهم؛ حتى قتلهم جميعا.
أهل المدينة يجهزون على
من بقي منهم:
قال هارون: أخبرني موسى بن
كثير أن أبا حمزة خطب أهل المدينة؛ و ودّعهم؛ ليخرج إلى الحرب؛ فقال:
يا أهل المدينة؛ إنا
خارجون لحرب مروان؛ فإن نظهر/ نعدل في أحكامكم؛ و نحملكم على سنّة نبيكم، و نقسم
بينكم، و إن يكن ما تمنّون لنا فسيعلم الذين ظلموا أيّ منقلب ينقلبون، قال: و وثب
الناس على أصحابه حين جاءهم قتله، فقتلوهم، فكان بشكست ممن قتلوا، طلبوه فرقي في
درجة كانت في دار أذينة، فلحقوه فأنزلوه منها، و هو يصيح: يا عباد اللّه، فيم
تقتلونني؟
قال: و أنشدني بعض
أصحابنا:
لقد كان بشكست عبد
العزيز
من أهل القراءة و المسجد
فبعدا لبشكست عبد
العزيز
و أمّا القرآن فلا يبعد
سحقا للشاري و الشامي
معا:
قال هارون: و أخبرني بعض
أصحابنا أنه رأى رجلا واقفا على سطح يرمي بالحجارة فقيل: ويلك! أ تدري من ترمي مع
اختلاط الناس؟ قال: و اللّه ما أبالي من رميت؟ إنما هو شام و شار، و اللّه ما
أبالي أيّهما قتلت!
مصرع طالب الحق:
و قال المدائني: لما قتل
ابن عطية أبا حمزة بعث برأسه مع عروة بن زيد بن عطية إلى مروان، و خرج إلى الطائف،
فأقام بها شهرين، و تزوج بنت محمد بن عبد اللّه بن أبي سويد الثقفي؛ و استعمل على
مكة روميّ بن عامر المرّي، و أتي فلّ أبي حمزة إلى عبد اللّه بن يحيى بصنعاء.
فأقبل معه أصحابه.- و قد لقبوه طالب الحق- يريد قتال ابن عطية، و بلغ ابن عطية
خبره، فشخص إليه، فالتقوا بكسة [2]، فأكثر أهل الشام القتل فيهم، و أخذوا أثقالهم
و أموالهم، و تشاغلوا بالنّهب، فركب عبد اللّه بن يحيى فكشفهم، فقتل منهم نحو مائة
رجل، و قتل قائد من قوّادهم يقال له: يزيد بن حمل القشيريّ من أهل قنّسرين، فدمرهم
[3] ابن عطية، فكرّوا، و انضم بعضهم إلى بعض. و قاتلوا حتى أمسوا، فكفّ/ بعضهم عن
بعض، ثم التقوا من غد في موضع كثير الشجر/ و الكرم و الحيطان، فطال القتال بينهم،
و استحرّ القتل في الشّراة، فترجّل عبد اللّه بن يحيى في ألف فارس؛ فقاتلوا، حتى
قتلوا جميعا عن آخرهم؛ و انهزم الباقون؛ تفرّقوا في كلّ وجه. و لحق من نجا منهم
بصنعاء؛ و ولّوا عليهم حمامة [4] فقال أبو صخر الهذليّ: