responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 23  صفحه : 178

و نفجر بأمّه، [ثم أجاب‌] [1] في أشياء بلغني أنه سأله عنها؛ فلما سمعوا كلامهم قاتلوهم؛ حتى أمسوا؛ فصاحت الشّراة: ويحك، يا ابن عطية! إن اللّه- جل و عز- قد جعل الليل سكنا؛ فاسكن و نسكن؛ فأبى و قاتلهم؛ حتى قتلهم جميعا.

أهل المدينة يجهزون على من بقي منهم:

قال هارون: أخبرني موسى بن كثير أن أبا حمزة خطب أهل المدينة؛ و ودّعهم؛ ليخرج إلى الحرب؛ فقال:

يا أهل المدينة؛ إنا خارجون لحرب مروان؛ فإن نظهر/ نعدل في أحكامكم؛ و نحملكم على سنّة نبيكم، و نقسم بينكم، و إن يكن ما تمنّون لنا فسيعلم الذين ظلموا أيّ منقلب ينقلبون، قال: و وثب الناس على أصحابه حين جاءهم قتله، فقتلوهم، فكان بشكست ممن قتلوا، طلبوه فرقي في درجة كانت في دار أذينة، فلحقوه فأنزلوه منها، و هو يصيح: يا عباد اللّه، فيم تقتلونني؟

قال: و أنشدني بعض أصحابنا:

لقد كان بشكست عبد العزيز

من أهل القراءة و المسجد

فبعدا لبشكست عبد العزيز

و أمّا القرآن فلا يبعد

سحقا للشاري و الشامي معا:

قال هارون: و أخبرني بعض أصحابنا أنه رأى رجلا واقفا على سطح يرمي بالحجارة فقيل: ويلك! أ تدري من ترمي مع اختلاط الناس؟ قال: و اللّه ما أبالي من رميت؟ إنما هو شام و شار، و اللّه ما أبالي أيّهما قتلت!

مصرع طالب الحق:

و قال المدائني: لما قتل ابن عطية أبا حمزة بعث برأسه مع عروة بن زيد بن عطية إلى مروان، و خرج إلى الطائف، فأقام بها شهرين، و تزوج بنت محمد بن عبد اللّه بن أبي سويد الثقفي؛ و استعمل على مكة روميّ بن عامر المرّي، و أتي فلّ أبي حمزة إلى عبد اللّه بن يحيى بصنعاء. فأقبل معه أصحابه.- و قد لقبوه طالب الحق- يريد قتال ابن عطية، و بلغ ابن عطية خبره، فشخص إليه، فالتقوا بكسة [2]، فأكثر أهل الشام القتل فيهم، و أخذوا أثقالهم و أموالهم، و تشاغلوا بالنّهب، فركب عبد اللّه بن يحيى فكشفهم، فقتل منهم نحو مائة رجل، و قتل قائد من قوّادهم يقال له: يزيد بن حمل القشيريّ من أهل قنّسرين، فدمرهم [3] ابن عطية، فكرّوا، و انضم بعضهم إلى بعض. و قاتلوا حتى أمسوا، فكفّ/ بعضهم عن بعض، ثم التقوا من غد في موضع كثير الشجر/ و الكرم و الحيطان، فطال القتال بينهم، و استحرّ القتل في الشّراة، فترجّل عبد اللّه بن يحيى في ألف فارس؛ فقاتلوا، حتى قتلوا جميعا عن آخرهم؛ و انهزم الباقون؛ تفرّقوا في كلّ وجه. و لحق من نجا منهم بصنعاء؛ و ولّوا عليهم حمامة [4] فقال أبو صخر الهذليّ:


[1] زيادة يقتضيها المقام.

[2] في ف «فالتقوا بكثبة» و هي موضع.

[3] دمرهم: عنفهم.

[4] في هج «جمانة» بالنون.

نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 23  صفحه : 178
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست