إني سأمتدح الفضل الذي حنيت
منّا عليه قلوب البرّ و الضّلع
جاد الربيع الذي كنا نؤمّله
فكلنا بربيع الفضل مرتبع
كانت تطول بنا في الأرض نجعتنا
فاليوم عند أبي العباس ننتجع
إن ضاق مذهبنا أو حلّ ساحتنا
ضنك و أزم فعند الفضل متّسع [1]
ما سلّم اللّه نفس الفضل من تلف
فما أبالي أقام الناس أم رجعوا
إن يمنعوا ما حوت منا أكفّهم
فلن يضرّ أبا الحجناء ما منعوا
أو حلّئونا و ذادوا عن حياضهم
يوم الشروع ففي غدرانك الشّرع [2]
يا ممسكا بعرا الدنيا إذا خشيت
منها الزلازل و الأمر الذي يقع
/ قد ضرّستك الليالي و هي خالية
و أحكمتك النهى و الأزلم الجذع [3]
فغادرا منك حزنا عن معاسرة
سهل الجناب يسيرا حين يتّبع [4]
لم يفتلتك نقيرا عن مخادعة
دهي الرجال و للسؤال تنخدع [5]
فأنت مصطلح بالملك تحمله
كما أبوك بثقل الملك مضطلع [6]
يمدح زبيده في موسم الحج:
قال ابن أبي سعد: لما حجّت أم جعفر زبيدة لقيها النّصيب، فترجّل عن فرسه و أنشأ يقول:
سيستبشر البيت الحرام و زمزم
بأمّ وليّ العهد زين المواسم
/ و يعلم من وافى المحصّب أنها
ستحمل ثقل الغرم عن كل غارم [7]
بنو هاشم زين البرية كلّها
و أمّ وليّ العهد زين لهاشم
سليلة أملاك تفرّعت الذّرى
كرام لأبناء الملوك الأكارم
فو اللّه ما ندري: أفضل حديثها
عليهم به تسمو أم المتقادم
يظنّ الذي أعطته منها رغيبة
يقصّ عليه الناس أحلام نائم
فأمرت له بعشرة آلاف درهم و فرس، فأعطيه بلا سرج؛ فتلقّاها لما رحلت و قال:
[1] أزم: شدة: من أزم العام يأزم: اشتد قحطه.
[2] حلئونا: منعونا الشرب.
[3] الأزلم الجذع: معناهما الدهر الكثير البلايا الذي لا يهرم.
[4] في ب، س «عن معشرة».
[5] دهى الرجال: مصدر دهى كالدهاء، و هو جودة الرأي و البصر بالأمر.
[6] كذا في ف و في ب، س «المسك» بدل «الملك».
[7] المحصب: موضع رمي الجمار بمنى.