responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 22  صفحه : 471

أ ذئب الغضا قد صرت للناس ضحكة

تغادى بك الركبان شرقا إلى غرب‌

فأنت و إن كنت الجرى‌ء جنانه‌

منيت بضرغام من الأسد الغلب‌

بمن لا ينام الليل إلا و سيفه‌

رهينة أقوام سراع إلى الشّغب‌

أ لم ترني يا ذئب إذا جئت طارقا

تخاتلني أني أمرؤ وافر اللّبّ‌

زجرتك مرات فلما غلبتني‌

و لم تنزجر نهنهت [1] غربك بالضرب‌

فصرت لقى لمّا علاك ابن حرّة

بأبيض قطّاع ينجّي من الكرب‌

ألا ربّ يوم ريب لو كنت شاهدا

لهالك ذكرى عند معمعة [2] الحرب‌

/ و لست ترى إلا كميّا مجدلا

يداه جميعا تثبتان من التّرب [3]

و آخر يهوى طائر القلب هاربا

و كنت امرأ في الهيج مجتمع القلب‌

أصول بذي الزرّين [4] أمشي عرضنة [5]

إلى الموت و الأقران كالإبل الجرب‌

/ أرى الموت لا أنحاش عنه تكرّما

و لو شئت لم أركب على المركب الصعب‌

و لكن أبت نفسي و كانت أبيّة

تقاعس أو ينصاع قوم من الرعب‌

تتعلق به ابنته عند الفراق فقال في ذلك شعرا

قال أبو عبيدة: لما خرج مالك بن الريب مع سعيد بن عثمان تعلّقت ابنته بثوبه، و بكت، و قالت له: أخشى أن يطول سفرك أو يحول الموت بيننا فلا نلتقي، فبكى و أنشأ يقول:

و لقد قلت لا بنتي و هي تبكي‌

بدخيل الهموم قلبا كئيبا

و هي تذري من الدموع على الخدّي

ن من لوعة الفراق غروبا

عبرات يكدن يجرحن ما جز

ن به أو يدعن فيه ندوبا

حذر الحتف أن يصيب أباها

و يلاقي في غير أهل شعوبا [6]

اسكتي قد حززت بالدمع قلبي‌

طالما حزّ دمعكنّ القلوبا

فعسى اللّه ان يدفع عنّي‌

ريب ما تحذرين حتى أئوبا

ليس شي‌ء [7] يشاؤه ذو المعالي‌

بعزيز عليه فادعي المجيبا


[1] نهنهت: كففت.

[2] ب، س «معمة» و هو تحريف.

[3] في هج «تضنيان» بدل «تثبتان».

[4] الزرين: الحدين.

[5] عرضنة، أي أمشي بقوة.

[6] شعوب: علم على المنية و قد يعرف بأل.

[7] في س، ب «شيئا».

نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 22  صفحه : 471
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست