responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 22  صفحه : 411

20- أخبار عبيدة الطنبورية

نشأتها

كانت عبيدة من المحسنات المتقدّمات في الصنعة و الآداب يشهد لها بذلك إسحاق و حسبها بشهادته. و كان أبو حشيشة [1]، يعظّمها، و يعترف لها بالرئاسة و الأستاذية، و كانت/ من أحسن الناس وجها، و أطيبهم صوتا.

ذكرها جحظة في كتاب الطّنبوريين و الطّنبوريات، و قرأت عليه خبرها فيه فقال: كانت من المحسنات، و كانت لا تخلو من عشق، و لم يعرف في الدنيا امرأة أعظم [2] منها في الطنبور، و كانت لها صنعة عجيبة، فمنها في الرمل:

كن لي شفيعا إليكا

إن خفّ ذاك عليكا

و أعفني من سؤالى‌

سواك [3] ما في يديكا

يا من أعزّ و أهوى‌

ما لي أهون عليكا؟

تغنى بحضرة إسحاق و هي لا تعرفه‌

أخبرني محمد بن مزيد بن أبي الأزهر قال: حدثنا حماد بن إسحاق قال: قال، لي عليّ بن الهيثم اليزيديّ:

كان أبو محمد- يعني أبي رحمه اللّه إسحاق بن إبراهيم الموصليّ- يألفني و يدعوني، و يعاشرني، فجاء يوما إلى أبي الحسن إسحاق بن إبراهيم فلم يصادفه، فرجع و مرّ بي، و أنا مشرف من جناح لي، فوقف و سلّم عليّ.

و أخبرني بقصته، و قال؛ هل تنشط اليوم للمسير إليّ؟ فقلت له: ما على الأرض [4]/ شي‌ء أحبّ إليّ من ذلك، و لكني أخبرك بقصتي، و لا أكتمك. فقال: هاتها، فقلت: عندي اليوم محمد بن عمرو بن مسعدة و هارون بن أحمد ابن هشام، و قد دعونا عبيدة الطّنبورية، و هي حاضرة، و الساعة يجي‌ء الرجلان، فامض في حفظ اللّه، فإني أجلس معهم حتى تنتظم أمورهم، و أروح إليك، فقال لي: فهلّا عرضت عليّ المقام عندك؟ فقلت له: لو علمت أن ذلك مما تنشط له و اللّه لرغبت إليك فيه، فإن تفضّلت بذلك كان أعظم لمنّتك، فقال: أفعل، فإني قد كنت أشتهي أن أسمع عبيدة، و لكن لي عليك شريطة، قلت: هاتها، قال: إنها إن عرفتني و سألتموني أن أغنّي بحضرتها لم يخف عليها أمري و انقطعت فلم تصنع شيئا، فدعوها على جبلّتها [5]، فقلت: أفعل ما أمرت به، فنزل و ردّ دابته و عرّفت صاحبيّ ما جرى، فكتماها أمره و أكلنا ما حضر، و قدّم النبيذ، فغنت لحنا لها تقول:


[1] هو محمد بن علي بن أبي أمية كان نديم الخلفاء و له كتاب في الطنبوريين أجاد فيه.

[2] كذا في ف و هج و في النسخ الاخرى «أعطره».

[3] ف «سؤال».

[4] في هد «ما في الأرض».

[5] في هد، هج، ف «على جملتها».

نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 22  صفحه : 411
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست