قال أبو عمرو: و اجتاز
بيهس في بلاد بني أسد، فمر بقبر صفراء، و هو في موضع يقال له الأحضّ [4]، و معه
ركب من قومه، و كانوا قد انتجعوا بلاد بني أسد، فأوسعوا لهم، و كان بينهم صهر و
حلف، فنزل بيهس على القبر، فقال له أصحابه: أ لا ترحل، فقال: أما و اللّه [5]، حتى
أظل نهاري كلّه عنده، و أقضي وطرا فنزلوا معه عند قبرها، فأنشأ يقول، و هو يبكي:
قال: و أما القحذميّ فإنه
ذكر فيما أخبرني به هاشم بن محمد الخزاعيّ، عن عيسى بن إسماعيل رتينة عنه، أنّه
كان تزوّجها، ثم طلّقها بعد أن ولدت منه ابنا؛ فتزوجها رجل من بني أسد، فماتت
عنده، و ذكر من شعره فيها
[1]
يريد بالعار الذي يخشاه دمعه و ضعفه و
انهياره أمام المصيبة، كما يقول جرير في رثاء زوجته:
لو لا الحياء لهاجني
استعبار
و لزرت قبرك و الحبيب يزار
[2]
الربيعة: مكان قبر صفراء. صوب مدرار:
مطر سحابة هطالة.
[6]
اسم كان ضمير الشأن-، و لو كانت «كان» قامة «و «شيئا» مرفوعة لكان أحسن،
دعاءك: مفعول «صابرا» و قبرا: مفعول «دعاءك» يقول: لا شيء إلا
أنني لم أستطع الصبر على أن أدعو قبرك بعد مرور سنين عشر على وفاتك.