responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 22  صفحه : 364

قد كاد يعتادني من ذكرها جزع‌

لو لا الحياء و لو لا رهبة العار [1]

/ سقي الإله قبورا في بني أسد

حول الربيعة غيثا صوب مدرار [2]

من الذي بعدكم أرضى به بدلا

أو من أحدّث حاجاتي و أسراري؟ [3]

يقف و صحبه على قبرها و ينشد

قال أبو عمرو: و اجتاز بيهس في بلاد بني أسد، فمر بقبر صفراء، و هو في موضع يقال له الأحضّ [4]، و معه ركب من قومه، و كانوا قد انتجعوا بلاد بني أسد، فأوسعوا لهم، و كان بينهم صهر و حلف، فنزل بيهس على القبر، فقال له أصحابه: أ لا ترحل، فقال: أما و اللّه [5]، حتى أظل نهاري كلّه عنده، و أقضي وطرا فنزلوا معه عند قبرها، فأنشأ يقول، و هو يبكي:

ألمّا على قبر لصفراء فاقرءا

السّلام و قولا حيّنا أيّها القبر

و ما كان شيئا غير أن لست صابرا

دعاءك قبرا دونه حجج عشر [6]

برابية فيها كرام أحبّة

على أنّها إلا مضاجعهم قفر [7]

عشيّة قال الرّكب من غرض بنا

تروّح أبا المقدام قد جنح العصر [8]

فقلت لهم: يوم قليل و ليلة

لصفراء قد طال التجنّب و الهجر

/ و بتّ و بات الناس حولي هجّدا

كأنّ عليّ اللّيل من طوله شهر [9]

إذا قلت هذا حين أهجع ساعة

تطاول بي ليل كواكبه زهر

أقول إذا ما الجنب ملّ مكانه‌

أ شوك يجافي الجنب أم تحته جمر؟

/ فلو أنّ صخرا من عماية راسيا

يقاسي الذي ألقى لقد ملّه الصخر [10]

قال: و أما القحذميّ فإنه ذكر فيما أخبرني به هاشم بن محمد الخزاعيّ، عن عيسى بن إسماعيل رتينة عنه، أنّه كان تزوّجها، ثم طلّقها بعد أن ولدت منه ابنا؛ فتزوجها رجل من بني أسد، فماتت عنده، و ذكر من شعره فيها


[1] يريد بالعار الذي يخشاه دمعه و ضعفه و انهياره أمام المصيبة، كما يقول جرير في رثاء زوجته:

لو لا الحياء لهاجني استعبار

و لزرت قبرك و الحبيب يزار

[2] الربيعة: مكان قبر صفراء. صوب مدرار: مطر سحابة هطالة.

[3] في هد:

«من ذا الذي»

بدل‌

«من الذي»

، و في هد، هج، ف «أم من» بدل «أو من».

[4] في هد، هج «الأحص».

[5] في هد «لا و اللّه».

[6] اسم كان ضمير الشأن-، و لو كانت «كان» قامة «و «شيئا» مرفوعة لكان أحسن، دعاءك: مفعول «صابرا» و قبرا: مفعول «دعاءك» يقول: لا شي‌ء إلا أنني لم أستطع الصبر على أن أدعو قبرك بعد مرور سنين عشر على وفاتك.

[7] في هج:

«كرام أعزة»

بدل‌

«كرام أحبة»

«لو لا مضاجعهم»

بدل‌

«إلا مضاجعهم»

. [8] الغرض: الضجر و الملال.

[9] في ب «هجرا» بدل «هجدا» و المثبت من هد، هج، ف.

[10] عماية: اسم جبل.

نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 22  صفحه : 364
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست