بيهس بن صهيب بن عامر بن
عبد اللّه بن نائل بن مالك بن عبيد بن علقمة بن سعيد بن كثير بن غالب بن عديّ ابن
بيهس بن طرود بن قدامة بن جرم بن ربّان بن حلوان بن عمران بن الحاف بن قضاعة.
و يكنى أبا المقدام: شاعر
فارس شجاع، من شعراء الدولة الأموية، و كان يبدو [1] بنواحي الشام مع قبائل جرم و
كلب و عذرة، و يحضر إذا حضروا، فيكون بأجناد الشام، و كان مع المهلب بن أبي صفرة
في حروبه للأزارقة، و كانت له مواقف مشهورة و بلاء حسن، و بعض أخباره في ذلك يذكر
بعقب أخباره في هذا الشعر.
من هي صفراء
و قد اختلف الرواة في أمر
صفراء التي ذكرها في شعره هذا، فذكر القحذميّ أنها كانت زوجته و ولدت له ابنا، ثم
طلقها، فتزوجت رجلا من بني أسد، و ماتت عنده، فرثاها. و ذكر أبو عمرو الشيباني
أنها كانت بنت عمّه دنية [2]، و أنه كان يهواها، فلم يزوّجها، و خطبها الأسديّ، و
كان موسرا، فزوّجها.
قال أبو عمرو: و كان بيهس
بن صهيب الجرميّ يهوى امرأة من قومه، يقال لها، صفراء بنت عبد اللّه بن عامر بن
عبد اللّه بن نائل، و هي بنت عمه دنية، و كان يتحدث إليها، و يجلس في بيتها، و
يكتم وجده بها، و لا يظهره لأحد، و لا يخطبها لأبيها؛ لأنه كان صعلوكا لا مال له،
فكان ينتظر أن يثرى، و كان من أحسن الشباب وجها و شارة و حديثا و شعرا، فكان نساء
الحيّ يتعرّضن له، و يجلسن إليه و يتحدثن معه، فمرت به صفراء، فرأته جالسا مع فتاة
منهن، فهجرته زمانا لا تجيبه إذا دعاها، و لا تخرج إليه إذا زارها،/ و عرض له سفر،
فخرج إليه، ثم عاد، و قد زوّجها أبوها رجلا من بني أسد، فأخرجها، و انتقل عن دارهم
بها، فقال بيهس بن صهيب:
صفة «دمنة» طلها: فاعل سقي،
الذهاب: جمع ذهبة، و هي المرة من المطر، نوء الثريا: مطرها، و في هد، هج «نجاء الثريا» و لم نجد له
معنى، و في ف «لحا الثريا» و يختل به وزن البيت.
[4]
صاب المطر و نحوه: أنصب، أسحم: أسود،
يريد الغمام الأسود، لأنه أغزر مطرا.
[5]
أحب: خبر مبتدأ محذوف تقديره «هي» يعود على الدمنة،