responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 22  صفحه : 316

من المستجير بخباء سبيعة

و كان مسعود بن معتّب الثقفيّ قد ضرب على امرأته سبيعة بنت عبد شمس بن عبد مناف خباء، و قال لها: من دخله من قريش فهو آمن، فجعلت توصل في خبائها؛ ليتسع [1]، فقال لها: لا يتجاوزني [2] خباؤك فإني لا أمضي لك إلا من أحاط به الخباء، فأحفظها [3] فقالت: أما و اللّه إني لأظن أنك ستودّ أن لو زدت في توسعته [4]، فلما انهزمت قيس دخلوا خباءها مستجيرين بها فأجار لها حرب بن أمية جيرانها،/ و قال لها: يا عمة، من تمسّك بأطناب خبائك، أو دار حوله فهو آمن، فنادت بذلك، فاستدارت قيس بخبائها، حتى كثروا جدا، فلم يبق أحد لا نجاة [5] عنده إلا دار بخبائها فقيل لذلك الموضع: مدار قيس، و كان يضرب به المثل، فتغضب قيس منه، و كان زوجها مسعود بن معتب بن مالك بن كعب بن عمرو بن سعد بن عوف بن قيس- و هو من ثقيف- قد أخرج معه يومئذ بنيه من سبيعة، و هم عروة و لوحة [6]، و نويرة، و الأسود، فكانوا يدورون- و هم غلمان- في قيس يأخذون بأيديهم إلى خباء أمهم، ليجيروهم، فيسودوا، بذلك أمرتهم أمهم أن يفعلوا.

رواية أخرى لخبر خباء سبيعة

فأخبرني الحرمي و الطوسي: قالا: حدثنا الزبير بن بكار، قال: حدثني محمد بن الحسن، عن المحرز بن جعفر و غيره:

أنّ كنانة و قيسا لما توافوا من العام المقبل من مقتل عروة بن عتبة بن جعفر بن كلاب ضرب مسعود الثقفيّ على امرأته سبيعة بنت عبد شمس أمّ بنيه خباء، فرآها تبكي حين تدانى الناس، فقال لها: ما يبكيك؟ فقالت: لما [7] يصاب غدا من قومي، فقال لها: من دخل خباءك فهو آمن، فجعلت توصل فيه القطعة بعد القطعة و الخرقة و الشي‌ء ليتسع، فخرج وهب بن معتب حتى وقف عليها، و قال لها: لا يبقى طنب من أطناب هذا البيت إلا ربطت به رجلا من بني كنانة، [8] فلما صفّ القوم بعضهم لبعض خرجت سبيعة [8] فنادت بأعلى صوتها: إن وهبا يأتلي و يحلف ألّا يبقى طنب من أطناب هذا البيت إلا ربط به رجلا من كنانة، فالجدّ الجدّ، فلما/ هزمت قيس لجأ نفر منهم إلى خباء سبيعة بنت عبد شمس، فأجارهم حرب بن أميّة.

قيس تلجأ إلى خباء سبيعة فيجيرهم حرب بن أميّة

أخبرني هاشم بن محمد قال: حدثنا أبو غسّان دماذ، عن أبي عبيدة، قال:

لما هزمت قيس لجأت إلى خباء سبيعة، حتى أخرجوها منه، فخرجت، فنادت: من تعلّق بطنب من أطناب‌


[1] إنما فعلت ذلك على اعتبار أن الدائرة تدور على قومها من قريش، فيتسع الخباء لأكبر عدد ممكن.

[2] في هد، هج «لا تتجاوزي خباءك».

[3] أحفظها: أغضبها، و أوغر صدرها.

[4] تريد بعبارتها هذه أن الدائرة ستدور على قومه هو، لا على قومها هي. فيلوذ بهذا الخباء المنهزمون من رجاله، و حينئذ يود لو اتسع لأكبر عدد ممكن، و هذا هو ما حدث في نهاية الموقعة.

[5] في هد، هج «فلم يبق أحد أراد نجاة عنده إلا دار بخبائها».

[6] في هد، هج «الأوحد».

[7] كان القياس أن يقول «لمن يصاب غدا من قومي» و لكن هكذا في جميع النسخ التي بأيدينا، فلعلها اعتبرت أن الاصابة تقع على المحاربين و الخيول و الإبل و نحوها، و معلوم أن «ما» تقع على العاقل مع غيره.

(8- 8) التكملة من هد، و يبدو أن نداءها كان موجها إلى قومها من قريش، لا إلى قوم بعلها من قيس.

نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 22  صفحه : 316
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست