responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 22  صفحه : 308

فوثب رجل من بني نصر بن معاوية، يقال له الأحمر [1] بن مازن بن أوس بن النابغة، فضربه بالسيف على ركبته، فأندرها [2]، ثم قال: خذها إليك أيها المخندف، و هو ماسك [3] سيفه، و قام أيضا رجل من هوازن، فقال:

أنا ابن همدان ذوي التّغطرف‌

بحر بحور زاخر لم ينزف [4]

نحن ضربنا ركبة المخندف‌

إذ مدّها في أشهر المعرّف [5]

و في هذه الضربة أشعار لقيس كثيرة لا معنى لذكرها.

اليوم الثاني من أيام الفجار الأول‌

ثم كان اليوم الثاني من أيام الفجار الأول، و كان السبب في ذلك أن شبابا من قريش و بني كنانة كانوا ذوي غرام، فرأوا امرأة من بني عامر جميلة و سيمة، و هي جالسة بسوق عكاظ في درع و هي فضل [6] عليها برقع لها، و قد اكتنفها شباب من العرب، و هي تحدثهم، فجاء الشباب من بني كنانة و قريش، فأطافوا بها، و سألوها أن تسفر، فأبت، فقام أحدهم، فجلس خلفها، و حل طرف ردائها [7]، و شدّه إلى فوق/ حجزتها [8] بشوكة، و هي لا تعلم، فلما قامت انكشف درعها عن دبرها، فضحكوا، و قالوا: منعتنا النظر إلى وجهك، وجدت لنا بالنظر إلى دبرك، فنادت: يا آل عامر! فثاروا، و حملوا السلاح، و حملته كنانة، و اقتتلوا قتالا شديدا، و وقعت بينهم دماء، فتوسط حرب بن أمية، و احتمل دماء القوم، و أرضى بني عامر من مثلة [9] صاحبتهم.

اليوم الثالث من أيام الفجار الأول‌

ثم كان اليوم الثالث من الفجار الأول، و كان سببه أنّه كان لرجل من بني جشم بن بكر بن هوازن دين على رجل من بني كنانة فلواه [10] به، و طال اقتضاؤه إياه، فلم يعطه شيئا، فلما أعياه، وافاه الجشمي في سوق عكاظ بقرد، ثم جعل ينادي: من يبيعني مثل هذا الرّبّاح [11] بما لي على فلان بن فلان الكناني؟ من يعطيني مثل هذا بما لي على فلان بن فلان الكناني؟ رافعا صوته بذلك، فلما طال نداؤه بذلك و تعبيره به كنانة مرّ به رجل منهم، فضرب القرد بسيفه، فقتله، فهتف به الجشميّ: يا آل هوازن، و هتف الكنانيّ: يا آل كنانة، فتجمع الحيان فاقتتلوا، حتى تحاجزوا، و لم يكن بينهم قتلى، ثم كفوا، و قالوا: أ في ربّاح تريقون دماءكم، و تقتلون أنفسكم؟ و حمل ابن جدعان ذلك في ماله بين الفريقين.


[1] في بعض النسخ «الأحيمر» بالتصغير بدل الأحمر.

[2] أندرها: أسقطها، و فصلها.

[3] كذا في النسخ، و المسموع ممسك سيفه، أو ماسك بسيفه.

[4] الشعر من الرجز- و في هد، هج‌

«أنا أبو الدهقان ذو التغطرف»

و لا يستقيم الوزن، و التغطرف: التيه و الخيلاء، لم ينزف: لم ينضب ماؤه.

[5] في أشهر المعرف: في أشهر الوقوف بعرفات.

[6] فضل: يقال: امرأة فضل- بضمتين- أي مختالة تسبل من فضل ردائها.

[7] في هد، هج «طرف درعها».

[8] الحجزة: معقد تكة السراويل، و في هج «فوق عجزها» بدل «فوق حجزتها».

[9] من مثلة صاحبتهم: من تنكيلهم و تمثيلهم بها.

[10] لواه: ماطله.

[11] الرباح: الذكر من القرود.

نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 22  صفحه : 308
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست