قال المدائني في خبره: و
أخبرني ابن شهاب بن عبد اللّه قال: قال لي خالد بن عبد اللّه القسري:
اكتب لي النسب فبدأت بنسب
مضر فمكثت فيه أياما، ثم أتيته. فقال: ما صنعت؟ فقلت: بدأت بنسب مضر و ما أتممته.
فقال: اقطعه- قطعه اللّه مع أصولهم- و اكتب لي السيرة، فقلت له: فإنه يمرّ بي
الشيء من سير علي بن أبي طالب- صلوات اللّه عليه- فأذكره، فقال: لا، إلا أن تراه
في قعر الجحيم [5]. لعن اللّه خالدا و من ولاه، و قبحهم، و صلوات اللّه على أمير
المؤمنين [6]:
من مظاهر زندقته و
انحرافه
و قال أبو عبيدة: حدثني
أبو الهذيل العلّاف، قال:
صعد خالد القسري المنبر،
فقال: إلى كم يغلب باطلنا حقّكم، أ ما آن لربكم أن يغضب لكم؟ و كان زنديقا، أمه
نصرانية، فكان يولّي النصارى و المجوس على المسلمين، و يأمرهم بامتهانهم و ضربهم،
و كان أهل الذمة يشترون الجواري المسلمات و يطئونهن، فيطلق لهم ذلك، و لا يغيّر
[7] عليهم.
[1]
مصان: يقال للرجل: يا مصان، و للمرأة
يا مصانة، مرادا بكل منهما أنه يمص بظر أمه، و على هذه الرواية يكون ثمة إقواء في
البيت الثاني، و رواية هد:
«فما ختنت الا بمصان قاعد»
و هي رواية سليمة تضع عن
البيت وزر الإقواء، و على كل فالمراد بالمصان هنا خالد نفسه بدليل قوله في البيت
التالي
«يرى سوأة من حيث أطلع رأسه»
يريد الأعشى أن الحجام
حين استأصل بظر أم خالد كان خالد يراقب عملية استئصال ذلك البظر الذي كان يمصه، و
يرى السوأة التي أطلعت رأسه يوم ولادته.
[2]
يكنى بالميم عن الاست، لأن حلقتها
مستديرة، و بالصاد عن فرج المرأة لأن حلقته مستطيلة و في هج «و يكره» بدل «و يترك».
[3]
مستقاد: تابع مقود، و في الأصل «مستفاد» و هو تصحيف، و
المثبت من هج.
[4]
كريز: تصغير كرز جد خالد، و السواد،
اسم يطلق على العراق.
[5]
يريد ألا يذكر شيئا عنه إلا أن يراه
في قعر الجحيم، فيذكر ذلك.
[6]
لعن اللّه ... الخ من كلام أبي الفرج،
و يبدو فيه تشيعه، و لعل لهذا التشيع أثرا في تلك الحملة الشعواء التي شنها على
خالد بن عبد اللّه القسري.
[7]
كذا بالأصل، و لعل أصل العبارة «و لا يغيره عليهم» أو «و لا يغار عليهن».