: أخبرني عمّي عن الحزنبل عن عمرو بن أبي عمرو الشيباني
قال: نزلت على حي من فهم إخوة بني عدوان من قيس، فسألتهم عن خبر تأبط شرا، فقال لي
بعضهم: و ما سؤالك عنه، أ تريد أن تكون لصا؟ قلت: لا، و لكن أريد أن أعرف أخبار
هؤلاء العدّائين، فأتحدّث بها، فقالوا: نحدثك بخبره: إن تأبط شرا كان أعدى ذي
رجلين [1] و ذي ساقين و ذى عينين، و كان إذا جاع لم تقم له قائمة، فكان ينظر إلى
الظّباء فينتقي على نظره أسمنها، ثم يجري خلفه فلا يفوته، حتى يأخذه، فيذبحه
بسيفه، ثم يشويه فيأكله.
يصف غولا افترسها
: و إنما سمّي تأبط شرا لأنه- فيما حكي لنا- لقي الغول
في ليلة ظلماء في موضع يقال له رحى بطسان [2] في بلاد هذيل، فأخذت عليه الطّريق
فلم يزل بها، حتى/ قتلها، و بات عليها فلمّا أصبح حملها تحت إبطه و جاء بها إلى
أصحابه، فقالوا له: لقد تأبّطت شرّا، فقال في ذلك:
أخبرنا الحسين بن يحيى:
قال: قرأت على حمّاد: و حدثك أبوك عن حمزة بن عتبة اللّهبي: قال:
/ قيل
لتأبط شرّا: هذه الرجال غلبتها، فكيف لا تنهشك الحيّات في سراك؟ فقال: إني لأسرى
البردين. يعني أول اللّيل، لأنها تمور خارجة من حجرتها، و آخر الليل تمور مقبلة
إليها.