responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 21  صفحه : 72

أم جعفر و اللّه بعض عبيد الزّرانيق [1] فقلنا له: فأنشدنا بعض ما أحدثت به، فأنشدنا قوله:

يا بيت عاتكة الذي أتعزّل‌

حذر العدا و به الفؤاد موكّل‌

حتى أتى على آخرها، فقلت لكثير: قاتله اللّه، ما أشعره، لو لا ما أفسد به نفسه، قال: ليس هذا إفسادا، هذا خسف إلى التّخوم، فقلت: صدقت، و انصرفنا من عنده، فقال: أين تريد؟ فقلت: إن شئت فمنزلي، و أحملك على البغلة، و أهب لك المطرف، و إن شئت فمنزلك و لا أرزؤك شيئا، فقال: بل منزلي، و أبذل لك ما قدرت عليه، و انصرفنا إلى منزله، فجعل يحدثني و ينشدني حتى جاءت الظّهر، فدعا لي بعشرين/ دينارا و قال: استعن بهذه يا أبا فرس على مقدمك، قلت: هذا أشد من حملان بني زريق، قال: و اللّه إنك ما تأنف من أخذ هذا من أحد، غير الخليفة، قال الفرزدق: فجعلت أقول في نفسي: تاللّه إنه لمن قريش، و هممت ألا أقبل منه. فدعتني نفسي- و هي طمعة- إلى أخذها منه، فأخذتها.

من هي الجعراء؟

معنى قول كثيّر للفرزدق: يا بن الجعراء: يعيّره بدغة، و هي أم عمرو بن تميم، و بها يضرب المثل في الحماقة، فيقال: هي أحمق من دغة، و كانت حاملا، فدخلت الخلاء، فولدت، و هي لا تعلم ما الولد، و خرجت و سلاها [2] بين رجليها، و قد استهل ولدها، فقالت: يا جارتا، أ يفتح الجعر فاه [3] فقالت جارتها: نعم يا حمقاء، و يدعو أباه، فبنو تميم يعيّرون بذلك، و يقال للمنسوب منهم: يا بن الجعراء.

ملاحاة بينه و بين السريّ‌

: أخبرني الحرميّ، عن الزبير قال: حدّثني سليمان بن داود المجمعيّ: قال:

اجتاز السّريّ بن عبد الرّحمن بن عتبة بن عويمر بن ساعدة الأنصاريّ بالأحوص و هو ينشد قوله:

يا بيت عاتكة الذي أتعزّل‌

فقال السّريّ:

يا بيت عاتكة المنوّة باسمه‌

اقعد على من تحت سقفك و اعجل‌

فواثبه الأحوص، و قال في ذلك:

فأنت و شتمي في أكاريس [4] مالك‌

و سبّي به كالكلب إذ ينبح النّجما

/ تداعى [5] إلى زيد و ما أنت منهم‌

تحقّ أبا إلّا الولاء و لا أمّا

و إنّك لو عدّدت أحساب مالك‌

و أيامها فيها و لم تنطق الرّجما

أعادتك عبدا أو تنقّلت كاذبا [6]

تلمّس في حيّ سوى مالك جذما


[1] الزرنوق: النهر الصغير، و تزرنق: استقى على الزرنوق بالأجرة، فالمراد بعبيد الزرانيق الذين يكرون للسقي.

[2] السلا: جلدة يكون فيها الولد من الناس و المواشي.

[3] الجعر: ما يبس من العذرة.

[4] الأكاريس: جمع أكراس، و أكراس جمع كرس بمعنى الجماعة، و في مو «و سبّي له».

[5] تداعى: مضارع حذفت منه إحدى التاءين، و في ف «تدعى»، و المعنى على كليهما: تنسب إلى زيد و لست منهم.

[6] ب «أعادتك عبدا و انتقلت مكذبا».

نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 21  صفحه : 72
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست