و بين يديها ثلاث قدور من
دجاج، فلما رأتني قامت تعانقني و تقبّلني، ثم قالت: أيما أحب إليك أن تأكل من هذه
القدور، أو تشتهي شيئا يطبخ لك، فقلت: بل قدر من هذه تكفينا، فغرفت قدرا منها، و
جعلتها بيني و بينها، فأكلنا و دعونا [1] بالنبيذ، فجلسنا نشرب حتى سكرنا، ثم
قالت: يا أبا الحسن، صنعت البارحة صوتا في شعر لأبي العتاهية، فقلت: و ما هو؟
فقالت هو:
و قالت لي: قد بقي فيه
شيء، فلم نزل نردده أنا و هي حتى استوى، ثم جاء الحجّاب/ فكسروا باب المراكبيّ و
استخرجوني، فدخلت على المأمون، فلما رأيته أقبلت أمشي إليه برقص و تصفيق، و أنا
أغنّي الصوت، فسمع و سمع من عنده ما لم يعرفوه و استظرفوه، و سألني المأمون عن
خبره، فشرحته له. فقال لي: ادن و ردّده، فردّدته عليه سبع مرات. فقال في آخر مرة:
يا علّوية. خذ الخلافة و اعطني هذا الصاحب.