و نسخت ما أذكره من
أخبارها، فأنسبه إلى ابن المعتزّ من كتاب دفعه إليّ محمد بن إبراهيم الجراحيّ
المعروف بقريض، و أخبرني أن عبد اللّه بن المعتز دفعه إليه، من جمعه و تأليفه،
فذكرت منها ما استحسنته من أحاديثها، إذا كان فيها حشو كثير، و أضفت إليه ما سمعته
و وقع إليّ غير مسموع مجموعا و متفرقا، و نسبت كل رواية إلى راويها.
برمكية النسب
: قال ابن المعتز: حدّثني الهشاميّ أبو عبد اللّه و
أخبرني علي بن عبد العزيز، عن ابن خرداذبه قالا:
كانت عريب لعبد اللّه بن
إسماعيل صاحب مراكب الرّشيد، و هو الذي ربّاها، و أدّبها، و علّمها الغناء.
قال ابن المعتزّ: و حدثني
غير الهشاميّ، عن إسماعيل بن الحسين خال المعتصم: أنها بنت جعفر بن يحيى، و أنّ
البرامكة لما انتهبوا سرقت و هي صغيرة.
قال: فحدثني عبد الواحد بن
إبراهيم بن محمد بن الخصيب: قال:
حدّثني/ من أثق به، عن
أحمد بن عبد اللّه بن إسماعيل المراكبي: أنّ أمّ عريب كانت تسمّى فاطمة، و كانت
قيّمة لأم عبد اللّه بن يحيى بن خالد، و كانت صبيّة نظيفة، فرآها جعفر بن يحيى،
فهويها، و سأل أمّ عبد اللّه أن تزوّجه إيّاها، ففعلت، و بلغ الخبر يحيى بن خالد،
فأنكره؛ و قال له: أ تتزوّج من لا تعرف لها أمّ و لا أب؟ اشتر مكانها مائة [4]
جارية و أخرجها، فأخرجها، و أسكنها دارا في ناحية باب الأنبار سرّا من أبيه. و
وكّل بها من يحفظها، و كان يتردّد إليها، فولدت عريب في سنة/ إحدى و ثمانين و
مائة، فكانت سنوها إلى أن ماتت ستا و تسعين سنة، قال:
و ماتت أمّ عريب في حياة
جعفر، فدفعها إلى امرأة نصرانية، و جعلها داية لها، فلما حدثت الحادثة بالبرامكة
باعتها