responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 21  صفحه : 41

عرفت أنه محدث من غناء النساء، و لما رأيت جودة مقاطعه علمت أنّ صاحبته ضاربة، و قد حفظت مقاطعه و أجزاءه، ثم طلبت عودا آخر، فلم أشكّ، فقال: صدقت، الغناء لعريب.

قال ابن المعتز: و قال يحيى بن عليّ [1]:

أمرني المعتمد على اللّه أن أجمع غناءها الذي صنعته، فأخذت منها دفاترها و صحفها التي كانت قد جمعت فيها غناءها فكتبته فكان ألف صوت.

أصواتها كمّا و كيفا

: و أخبرني علي بن عبد العزيز، عن ابن خرداذبه:

أنه سأل عريب عن صنعتها، فقالت: قد بلغت إلى هذا الوقت ألف صوت.

و حدثني محمد بن إبراهيم قريض [2] أنه جمع غناءها من ديواني ابن المعتز، و أبي العبيس بن حمدون، و ما أخذه عن بدعة جاريتها التي أعطاها إياها بنو هاشم، فقابل بعضه ببعض، فكان ألفا و مائة و خمسة و عشرين صوتا.

و ذكر العتّابيّ أنّ أحمد بن يحيى حدثه: قال:

سمعت أبا عبد اللّه الهشاميّ يقول- و قد ذكرت صنعة عريب-: صنعتها مثل قول أبي دلف في خالد بن يزيد حيث يقول:

/

يا عين بكّي خالدا

ألفا و يدعى واحدا

يريد أنّ غناءها ألف صوت في معنى واحد، فهي بمنزلة صوت واحد و حكى عنه أيضا هذه الحكاية ابن المعتز.

و هذا تحامل لا يحلّ [3]، و لعمري إن في صنعتها لأشياء مرذولة ليّنة، و ليس ذلك مما يضعها، و لا عري كبير أحد من المغنّين القدماء و المتأخرين من أن يكون صنعته النادر و المتوسّط سوى قوم معدودين مثل ابن محرز و معبد في القدماء، و مثل إسحاق وحده في المتأخرين، و قد عيب بمثل هذا ابن سريج في محله، فبلغه أن المغنين يقولون: إنما يغنى ابن سريج الأرمال و الخفاف، و غناؤه يصلح للأعراس و الولائم، فبلغه ذلك فتغنى بقوله:

لقد حبّبت نعم إلينا بوجهها

مساكن [4] ما بين الوتائر فالنّقع‌

ثم توفّي بعدها، و غناؤه يجري مجرى المعيب [5] عليه، و هذا إسحاق يقول في أبيه:- على عظيم محلّه في هذه الصناعة و ما كان إسحاق يشيد به من ذكره و تفضيله على ابن جامع و غيره- و لأبي ستّمائة صوت، منها مائتان تشبّه فيها بالقديم، و أتى بها في نهاية من الجودة، و مائتان غناء وسط مثل أغاني سائر الناس، و مائتان فلسية [6] وددت أنه‌


[1] ف «علي بن يحيى» و المثبت من ب، مم.

[2] ب «محمد بن القاسم قريض».

[3] ف، مم «لا يجمل».

[4] ف «منازل»، و الوتار: موقع بين مكة و الطائف، و البيت لعمر بن أبي ربيعة.

[5] ف «ثم توفي بعدها فجرى مجرى المعتب عليه».

[6] ف، مم «فلسية» و لعله يقصد أنها تافهة، فينسبها إلى الفلس المقابل للدرهم و الدينار.

نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 21  صفحه : 41
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست