و أشباه لهذه الأبيات، و
مثلها [1] لا يشاكل طبعه، و لا تليق بمذهبه، و تنبئ بركاكتها و غثاثة/ ألفاظها عن
قلّة حظّه في الهجاء، و ما يعرف له هجاء جيّد إلا قصيدتان إحداهما قوله في ابن أبي
قماش:
/ و هي طويلة، و لم يكن مذهبي ذكرها إلا للإخبار عن
مذهبه في هذا الجنس، و قصيدته في يعقوب بن الفرج النّصرانيّ، فإنها- و إن لم تكن
في أسلوب هذه و طريقتها- تجري مجرى التّهكّم باللفظ الطيّب الخبيث المعاني، و هي:
تظنّ شجوني لم تعتلج
و قد خلج البين من قد خلج
و كان البحتريّ يتشبّه
بأبي تمّام من شعره، و يحذو مذهبه، و ينحو نحوه في البديع الذي كان أبو تمام
يستعمله، و يراه صاحبا و إماما، و يقدّمه على نفسه، و يقول في الفرق بينه و بينه
قول منصف: إنّ جيّد أبي تمّام خير من جيّده، و وسطه و رديئه خير من وسط أبي تمّام
و رديئه [5]، و كذا حكم هو على نفسه.
هو و أبو تمام
: أخبرني محمد بن يحيى الصولي: قال: حدثني الحسين بن
علي الياقظانيّ: قال:
قلت للبحتريّ: أيّما أشعر
أنت أو أبو تمام؟ فقال: جيّده خير من جيّدي، و رديئي خير من رديئه.
حدثني محمد بن يحيى قال:
حدثني أبو الغوث يحيى بن البحتري: قال:
كان أبي يكنّى أبا الحسن،
و أبا عبادة، فأشير عليّ [6] في أيام المتوكل بأن أقتصر [7] على أبي عبادة، فإنها
أشهر، فاقتصرت [8] عليها.