responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 21  صفحه : 26

و اجتمعت بنو تميم كلها إليها لتنصرها. و كان فيهم الأحنف بن قيس، و حارثة بن بدر، و وجوه تميم كلها.

و كان مؤذّنها شبيب بن ربعيّ الرياحيّ، فعمدت في جيشها إلى مسيلمة الكذاب و هو باليمامة، و قالت: يا معشر تميم، اقصدوا اليمامة، فاضربوا فيها كل هامة، و أضرموا فيها نارا ملهامة، حتى تتركوها سوداء كالحمامة [1].

و قالت لبني تميم: إن اللّه لم يجعل هذا الأمر في ربيعة، و إنما جعله في مضر، فاقصدوا هذا الجمع، فإذا فضضتموه كررتم على قريش. فسارت في قومها و هم الدّهم [2] الداهم. و بلغ مسيلمة خبرها، فضاق بها ذرعا، و تحصّن في حجر حصن اليمامة. و جاءت في جيوشها فأحاطت به، فأرسل إلى وجوه قومه و قال: ما ترون؟ قالوا:

نرى أن نسلّم هذا الأمر إليها و تدعنا، فإن لم نفعل فهو البوار.

و كان مسيلمة ذا دهاء، فقال: سأنظر في هذا الأمر. ثم بعث إليها: إن اللّه- تبارك و تعالى- أنزل عليك وحيا، و أنزل عليّ. فهلمّي نجتمع، فنتدارس ما أنزل اللّه علينا، فمن عرف الحق تبعه، و اجتمعنا فأكلنا العرب أكلا بقومي و قومك.

فبعثت إليه: أفعل، فأمر بقيّة أدم فضربت، و أمر بالعود المندليّ [3] فسجر فيها، و قال: أكثروا من الطيب و المجمر [4]، فإنّ المرأة إذا شمت رائحة الطيب ذكرت الباه، ففعلوا ذلك.

/ و جاءها رسوله يخبرها بأمر القبّة المضروبة للاجتماع، فأتته فقالت: هات ما أنزل عليك. فقال: أ لم تر كيف فعل ربك بالحبلى، أخرج منها نطفة تسعى، بين صفاق [5] و حشا، من بين ذكر و أنثى، و أموات و أحيا، ثم إلى ربهم يكون المنتهى. قالت: و ما ذا؟ قال: أ لم تر أن اللّه خلقنا أفواجا، و جعل النساء لنا أزواجا، فنولج فيهن الغراميل إيلاجا، و نخرجها منهن إذا شئن إخراجا. قالت: فبأي شي‌ء أمرك؟ قال:

ألا قومي إلى النّيك‌

فقد هبّي لك المضجع‌

فإن شئتي [6] ففي البيت‌

و إن شئتي ففي المخدع‌

و إن شئتي سلقناك [7]

و إن شئتي على أربع‌

و إن شئتي بثلثيه‌

و إن شئتي به أجمع‌

قال: فقالت: لا، إلّا به أجمع. قال: فقال: كذا أوحى اللّه إليّ، فواقعها. فلما قام عنها قالت: إن مثلي لا يجري أمرها هكذا، فيكون وصمة على قومي و عليّ، و ليكن مسلّمة النبوّة إليك، فاخطبني إلى أوليائي يزوّجوك، ثم أقود تميما معك.

فخرج و خرجت معه، فاجتمع الحيّان من حنيفة و تميم، فقالت لهم سجاح: إنه قرأ عليّ ما أنزل عليه،


[1] عبارة الطبري (2: 239): ... و دفوا دفيف الحمامة.

[2] الدهم: العدد الكثير.

[3] العود المندلي: هو المطري بالمسك و العنبر. و اللبان. منسوب إلى مندل: قرية بالهند.

[4] المجمر: ما يوضع فيه الجمر.

[5] الصفاق: الجلد الأسفل الذي تحث الجلد الذي عليه الشعر.

[6] وصلت تاء الفاعل المكسورة بالياء لهجة لربيعة.

[7] سلقها: بسطها فجامعها.

نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 21  صفحه : 26
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست