responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 21  صفحه : 256

و قال جرير لما بلغه موت الفرزدق: قلّما تصاول فحلان، فمات أحدهما إلا أسرع لحاق الآخر به.

و رثاهما جماعة، فمنهم أبو ليلى الأبيض [1]، من بني الأبيض بن مجاشع فقال فيهما:

لعمري لئن قرما تميم تتابعا

مجيبين للدّاعي الذي قد دعاهما

لربّ عدوّ فرّق الدهر بينه‌

و بينهما لم تشوه ضغمتاهما [2]

يتراءى في المنام‌

: أخبرني ابن عمار، عن يعقوب بن إسرائيل، عن قعنب بن المحرز الباهلي، عن الأصمعي، عن جرير يعني أبا حازم [3] قال:

رئي الفرزدق و جرير في النوم، فرئي الفرزدق بخير، و جرير معلّق [4].

قال قعنب: و أخبرني الأصمعيّ، عن روح الطائيّ [5]، قال:

رئيّ الفرزدق في النوم، فذكر/ أنه غفر له بتكبيرة كبّرها في المقبرة عند قبر غالب.

/ قال قعنب: و أخبرني أبو عبيدة النحويّ و كيسان بن المعروف النحوي، عن لبطة بن الفرزدق، قال:

رأيت أبي فيما يرى النائم، فقلت له: ما فعل اللّه بك؟ قال. نفعتني الكلمة التي نازعنيها [6] الحسن على القبر.

هو و الحسن في جنازة النوار

: أخبرني وكيع، عن محمد بن إسماعيل الحسانيّ، عن عليّ بن عاصم، عن سفيان بن الحسن، و أخبرني أبو خليفة عن محمد بن سلام- و الرواية قريب بعضها من بعض-: أنّ النّوار لما حضرها الموت أوصت الفرزدق- و هو ابن عمها- أن يصلّي عليها الحسن البصريّ، فأخبره الفرزدق، فقال: إذا فرغتم منها فأعلمني، و أخرجت، و جاءها الحسن، و سبقهما الناس، فانتظروهما، فأقبلا، و الناس ينتظرون، فقال الحسن: ما للناس؟ فقال: ينتظرون خير الناس و شرّ الناس، فقال: إنّي لست بخيرهم، و لست بشرهم، و قال له الحسن على قبرها: ما أعددت لهذا المضجع، فقال: شهادة أن لا إله إلا اللّه منذ سبعين سنة.

هذا لفظ محمد بن سلّام. و قال وكيع في خبره: فتشاغل الفرزدق بدفنها، و جلس الحسن يعظ الناس، فلما فرغ الفرزدق وقف على حلقة [7] الحسن، و قال:


[1] في هج «الأبيضي» بدل «الأبيض».

[2] في الأصل‌

«لم يثوه ضيفاهما»

و لا معنى له، فضلا عن اختلال وزن البيت.

و في هد:

«لم تشوه صحفتاهما»

و ليس بشي‌ء، و في هج:

«لم تشوه صنعتاهما»

و ليس بشي‌ء أيضا، و الذي نرجحه‌

«لم تشوه ضغمتاهما»

من أشوى الصائد الصيد: أخطأه، و الضغمة: العض العنيف، و المعنى: أن يموتا فرب عدو عضّناه، فلم يخطئا مقتله، و ربما كانت‌

«لم تشوه صعدتاهما»

و الصعدة: الرمح.

[3] في هد، هج «ابن حازم» بدل «أبا حازم».

[4] في هد، هج «محتبس» بدل «معلق».

[5] في هد «الكلبي» بدل «الطائي».

[6] يعنى بهذه الكلمة «شهادة أن لا إله إلا اللّه منذ سبعين عاما» على نحو ما سيأتي تفصيله فيما بعد.

[7] ب «على حلقة الناس».

نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 21  صفحه : 256
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست