responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 21  صفحه : 242

قال أبو عبيدة: فبلغني أنه هرب منها، فدخل في بيت حمّاد بن الهيثم [1]، ثمّ إن الفرزدق قال فيها بعد ذلك:

/

قتلت قتيلا لم ير الناس مثله‌

أقلّبه ذا تومتين مسوّرا [2]

حملت عليه حملتين بطعنة

فغادرته فوق الحشايا مكوّرا [3]

ترى جرحه من بعد ما قد طعنته‌

يفوح كمثل المسك خالط عنبرا [4]

و ما هو يوم الزحف بارز قرنه‌

و لا هو ولّى يوم لاقى فأدبرا

بني دارم ما تأمرون بشاعر

برود الثّنايا ما يزال مزعفرا [5]

إذا ما هو استلقى رأيت جهازه‌

كمقطع عنق الناب أسود أحمرا [6]

و كيف أهاجي شاعرا رمحه استه‌

أعدّ ليوم الروع درعا و مجمرا [7]

فقالت المرأة: ألا لا أرى الرجال يذكرون منّي هذا، و عاهدت اللّه ألا تقول شعرا.

كأنه يريد أن يؤتى‌

: أخبرنا عبد اللّه بن مالك بن مسلم، عن الأصمعيّ قال:

مرّ الفرزدق يوما في الأزد، فوثب عليه ابن أبي علقمة لينكحه، و أعانه على ذلك سفهاؤهم،/ فجاءت مشايخ الأزد و أولو النّهى منهم، فصاحوا بابن أبي علقمة و بأولئك السفهاء، فقال لهم ابن أبي علقمة: ويلكم! أطيعوني اليوم، و اعصوني الدهر؛ هذا شاعر مضر و لسانها، قد شتم أعراضكم، و هجا ساداتكم، و اللّه لا تنالون من مضر مثلها أبدا، فحالوا بينه و بينه، فكان الفرزدق يقول بعد ذلك: قاتله اللّه. إي و اللّه، لقد كان أشار عليهم بالرأي.

أنصاري يتحداه بشعر حسان بن ثابت‌

: أخبرني عبد اللّه بن مالك، قال: حدثنا محمد بن حبيب، قال: قال الكلبي: قال إبراهيم بن محمد بن سعد بن أبي وقاص. و أخبرنا بهذا الخبر محمد بن العباس اليزيديّ و الأخفش جميعا، عن السكريّ، عن ابن حبيب، عن أبي عبيدة و الكلبيّ: قال: و أخبرنا به إبراهيم بن سعدان، عن أبيه، عن أبي عبيدة، قالوا جميعا:

قدم الفرزدق المدينة في إمارة أبان بن عثمان، فأتى الفرزدق و كثير عزة، فبينا هما يتناشدان الأشعار إذ طلع‌


[1] في هد «حماد بن القسم».

[2] التومة: لؤلؤة تتحلى بها المرأة، مسورا: لابسا أساور، يريد أنه صرع بهجائه محاربا من النساء.

[3] في هد:

حملت عليه حملة فطعنته‌

فغادرته فوق الفراش مكورا

و في هج:

حملت إليه طعنتي فطعنته‌

فغادرته بين الحشايا مكورا

و المعاني متقاربة.

[4] يريد أن المطعون جميل، يتضوع دمه مسكا و عنبرا.

[5] في الأصول «يرود» بالياء المثناة، و هو تصحيف «برود» بالباء الموحدة، يصف غريمه بأنه عذب الرضاب بارده ..

[6] يريد بالجهاز بضع المرأة، و الناب: الناقة المسنة.

[7] اختلفت الأصول في رواية هذا البيت اختلافا كثيرا، و قد اخترنا رواية هد، هج، غير أننا نرى أن «درعا» تحريف «ردعا» بمعنى زعفران، و المعنى: كيف أهاجي امرأة سلاحها ما بين أفخاذها، تعد للحرب طيبا و بخورا؟.

نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 21  صفحه : 242
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست