أخبرنا عبد اللّه بن مالك،
عن ابن حبيب، عن سعدان بن المبارك، قال: قيل للفرزدق: ما اختيارك في شعرك للقصار؟
قال: لأني رأيتها أثبت في الصدور، و في المحافل أجول؛ قال: و قيل للحطيئة: ما بال
قصارك أكثر من طوالك؟ قال: لأنها في الآذان أولج، و في أفواه الناس أعلق.
أخبرني عبد اللّه بن حبيب،
عن سعدان بن المبارك، قال: قيل لعقيل بن علّفة: مالك تقصّر في هجائك؟ قال:
حسبك من القلادة ما أحاط
بالرقبة.
يتندر باسمه فيلقمه حجرا
: أخبرني عبد اللّه، عن محمد بن علي بن سعيد الترمذي،
عن أحمد بن حاتم: أبي نصر، قال:
قال الجهم بن سويد بن
المنذر الجرمي للفرزدق: أ ما وجدت أمّك اسما لك إلا الفرزدق الذي تكسره النساء في
سويقها [1]؟ قال: و العرب تسمى خبز الفتوت الفرزدق فأقبل/ الفرزدق على قوم معه في
المجلس. فقال: ما اسمه؟ فلم يخبروه باسمه، فقال: و اللّه لئن لم تخبروني لأهجونكم
كلكم، قال: الجهم بن سويد بن المنذر، فقال الفرزدق:/ أحقّ الناس ألا يتكلّم في هذا
أنت؛ لأن اسمك اسم متاع المرأة، و اسم أبيك اسم الحمار و اسم جدك اسم الكلب [2].
بيتان يثيرانه
: أخبرنا عبد اللّه بن مالك، عن الزبير عن عمه عن بعض
القرويين، قال:
قدم علينا الفرزدق، فقلنا
له: قدم علينا جرير، فأنشدنا قصيدة يمدح بها هؤلاء القوم، و مضى يريدهم، فقال:
أنشدونيها، فأنشدناه قصيدة
كثيّر التي يقول فيها [3].
قال: فجعل وجهه يتغير، و
عندنا كانون، و نحن في الشتاء، فلما رأينا ما به قلنا: هوّن عليك يا أبا فراس،
فإنما هي لابن أبي جمعة [6]، فانثنى سريعا ليسجد، فأصاب ناحية الكانون وجهه
فأدماه.
هو و الحسين بن علي
: أخبرني عبد اللّه بن مالك، عن محمد بن موسى، قال:
أخبرني القحذميّ، قال:
[2]
ليس فيما بين أيدينا من المعجمات ما
ورد فيه إطلاق هذه الأسماء على تلك المسميات فإن صح ذلك فما أحراها أن تضاف إليها،
لأن اللغة من أمثال هؤلاء استمدت.
[3]
يبدو أنهم أرادوا أن يثيروا الفرزدق
بنسبة هذين البيتين إلى جرير و قد أثاروه فعلا و لم يفرخ روعه إلا حينما علم أنهما
ليسا لجرير و لا مقولين فيه أما سر ثورة الفرزدق فهو ما تضمناه من فحش في أسلوب
بارع، و انظر التعليق عليهما.
[4]
رقاك: جمع رقية و هي ما يرقى به
المريض و نحوه. الضباب: جمع ضب و هو الحقد الكامن في الصدر.
[5]
يريد بالحية تحت الحجاب ذكره، و
المعنى: كنت غاضبا عليك لا آتيك فما زلت تتودد إلي، و يسعى الساعون في سل بغضي لك
من صدري، حتى نشطت إليك، و عاودت إتيانك.