responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 21  صفحه : 230

/

و قد مثلت أين المسير فلم تجد

لعوذتها كالحيّ بكر بن وائل [1]

و سارت إلى الأجفان خمسا فأصبحت‌

مكان الثريا من يد المتناول [2]

و ما ضرها إذ جاورت في بلادها

بني الحصن ما كان اختلاف القبائل‌

الحصن بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل.

يأمن زيادا في حمى سعيد بن العاص‌

: و هرب الفرزدق من زياد، فأتى سعيد بن العاص بن سعيد بن العاص بن أمية، و هو على المدينة لمعاوية بن أبي سفيان، فأمنه سعيد، فبلغ الفرزدق أن زيادا قال: لو أتاني أمّنته، و أعطيته، فقال في كلمة له:

دعاني زياد للعطاء و لم أكن‌

لآتيه ما ساق ذو حسب وقرا [3]

و عند زياد لو أراد عطاءهم‌

رجال كثير قد يرى بهم فقرا [4]

قعود لدى الأبواب طلّاب حاجة

عوان من الحاجات أو حاجة بكرا [5]

فلما خشيت أن يكون عطاؤه‌

أداهم سودا أو محدرجة سمرا [6]

نميت إلى حرف أضرّ بنيّها

سرى الليل و استعراضها البلد القفرا [7]

/ فلما اطمأن عند سعيد بن العاصي بالمدينة قال:

ألا من مبلغ عنّي زيادا

مغلغلة يخبّ بها البريد [8]

بأنّ قد فررت إلى سعيد

و لا يسطاع ما يحمي سعيد

فررت إليه من ليث هزبر

تفادى عن فريسته الأسود [9]

فإن شئت انتميت إلى النصارى‌

و ناسبني و ناسبت اليهود

و إن شئت انتسبت إلى فقيم‌

و ناسبني و ناسبت القرود

و أبغضهم إليّ بنو فقيم‌

و لكن سوف آتي ما تريد [10]


[1] مثلت: زالت عن موضعها، و فاعل مثلت ضمير الناقة، أين المسير: استفهام، و هو مقول قول محذوف، أي، تنقلت الناقة قائلة:

أين المسير؟ فلم تجد من يعيذها كهذا الحي.

[2] الأجفان: جمع جفن، و من معانيه أصل الكرم، أو قضبانه، أو نوع من العنب، أو شجر طيب الرائحة، و كل هذه المعاني محتملة.

[3] الوقر: الحمل، و المراد أنه لن يذهب إليه البتة.

[4] ضمير «عطاءهم» يعود على رجال، و هو متأخر لفظا لا رتبة، و ذلك جائز.

[5] العوان: من سبق لها الزواج من النساء، و أراد هنا الحاجة المتكررة، و كان القياس «عوانا» بالنصب على التبعية لحاجة باعتبار المعنى، حتى لا يكون في البيت إقواء.

[6] أداهم: جمع أدهم، يريد القيد، المحدوجة: السياط.

[7] نميت إلى حرف: من نمى الصيد إذا غاب و تباعد، و الحرف: الناقة، و الني: الشحم، يقول: لما خفت قيود زياد و سياطه لجأت إلى ناقة أكل السير و السري شحمها.

[8] مغلغلة، أي رسالة مغلغلة: محمولة من بلد إلى بلد.

[9] من هنا بيانية، فالمشبه بالأسد سعيد لا زياد الذي فر منه.

[10] في هج:

« لكن سوف آتي ما يكيد»

و لعل هذه الرواية أنسب.

نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 21  صفحه : 230
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست