responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 21  صفحه : 191

فدونكها يا بن الزبير فإنها

مولّعة يوهي الحجارة قيلها [1]

و ما جادل الأقوام من ذي خصومة

كورهاء مشنوء إليها حليلها [2]

فلما قدمت مكة نزلت على تماضر بنت منظور بن زبّان زوجة عبد اللّه بن الزبير، و نزل الفرزدق بحمزة بن عبد اللّه بن الزبير، و مدحه بقوله:

أمسيت قد نزلت بحمزة حاجتي‌

إن المنوّه باسمه الموثوق‌

بأبي عمارة خير من وطئ الحصا

و جرت له في الصالحين عروق‌

بين الحواريّ الأعزّ و هاشم‌

ثم الخليفة بعد و الصّدّيق [3]

/ غنّى في هذه الأبيات ابن سريج رملا بالبنصر.

قال: فجعل أمر النّوار يقوى، و أمر الفرزدق يضعف، فقال:

أمّا بنوه فلم تقبل شفاعتهم‌

و شفّعت بنت منظور بن زبّانا

ملاحاة بينه و بين ابن الزبير

: و قال ابن الزبير للنّوار: إن شئت فرّقت بينكما، و قتلته، فلا يهجونا أبدا، و إن شئت سيّرته إلى بلاد العدو، فقالت: ما أريد واحدة منهما، فقال لها: فإنه ابن عمك و هو فيك راغب، فأزوّجك إياه، قالت: نعم، فزوجها منه، فكان الفرزدق يقول: خرجنا و نحن متباغضان، فعدنا متحابين.

قال: و كان الفرزدق قال لعبد اللّه بن الزبير- و قد توجه الحكم عليه- إنما تريد أن أفارقها فتثب عليها، و كان ابن الزبير حديدا [4]، فقال له: هل أنت و قومك إلا جالية [5] العرب؟.

ثم أمر به فأقيم، و أقبل على من حضر، فقال: إن بني تميم كانوا وثبوا على البيت قبل الإسلام بمائة و خمسين سنة، فاستلبوه، فاجتمعت العرب عليها لما انتهكت منه ما لم ينتهكه أحد قط، فأجلتها من أرض تهامة، قال: فلقي الفرزدق بعض الناس، فقال: إيه يعيرنا ابن الزبير بالجلاء! اسمع، ثم قال:

فإن تغضب قريش أو تغضّب‌

فإنّ الأرض توعبها تميم [6]

/ هم عدد النجوم و كلّ حيّ‌

سواهم لا تعدّ له نجوم‌

و لو لا بيت مكة ما ثويتم‌

بها صحّ المنابت و الأروم [7]


[1] فدونكها: فخذها، و الضمير يعود إلى الأبيات، قيلها: قولها.

[2] الورهاء: الحمقاء، مشنوء: مبغض، يقول: إنها تخاصمني إليك، و ما ذا عسى أن تسمع من حمقاء تكره بعلها؟.

[3] يقصد أن حمزة سبط الزبير بن العوام حواري الرسول، و أنه حفيد هاشم بن عبد مناف، لأن جدته أم الزبير بنت عبد المطلب بن هاشم، و أن جدته زوجة الزبير ذات النطاقين أسماء بنت أبي بكر الصديق، و أن أباه الخليفة و في البيت إقواء.

[4] حديد: سريع الغضب.

[5] الجالية: الذين أجلوا، أي أبعدوا عن أوطانهم.

[6] تغضب الثانية مضارع محذوف إحدى التاءين، معناه تتظاهر بالغضب، توعبها: تأخذها أجمع، و لا تترك منها شيئا.

[7] ثويتم: أقمتم. الأروم: جمع أرومة و هي الأصل.

نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 21  صفحه : 191
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست