responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 21  صفحه : 189

جعل يأتي النوار و به ردع الخلوق [1] و عليه الأثر فقالت له النّوار: هل تزوجتها إلا هداديّة- تعني حيّا من أزد عمان- فقال الفرزدق في ذلك:

تريك نجوم الليل و الشّمس حيّة

كرام بنات الحارث بن عباد [2]

أبوها الذي قاد النّعامة بعد ما

أبت وائل في الحرب غير تماد [3]

/ نساء أبوهنّ الأعزّ و لم تكن‌

من الأزد في جاراتها و هداد

و لم يك في الحيّ الغموض محلّها

و لا في العمانيّين رهط زياد [4]

عدلت بها ميل النّوار فأصبحت‌

و قد رضيت بالنّصف بعد بعاد [5]

قال: فلم تزل النوار ترققه، و تستعطفه، حتى أجابها إلى طلاقها، و أخذ عليها ألّا تفارقه و لا تبرح من منزله، و لا تتزوج رجلا بعده، و لا تمنعه من مالها ما كانت تبذله له، و أخذت عليه أن يشهد الحسن البصريّ على طلاقها، ففعل ذلك.

قال المازنيّ: و حدثني محمد بن روح العدوي عن أبي شفقل راوية الفرزدق قال:

ما استصحب الفرزدق أحدا غيري و غير راوية آخر، و قد صحب النّوار رجال كثيرة، إلا أنهم كانوا يلوذون بالسّواري خوفا من أن يراهم الفرزدق، فأتيا الحسن فقال له الفرزدق: يا أبا سعيد، قال له الحسن: ما تشاء؟

قال: أشهد أن النّوار طالق ثلاثا، فقال الحسن: قد شهدنا، فلما انصرفنا قال: يا أبا شفقل، قد ندمت، فقلت له: و اللّه إني لأظن أن دمك يترقرق، أ تدري من أشهدت؟ و اللّه لئن رجعت لترجمن بأحجارك، فمضى و هو يقول:

ندمت ندامة الكسعيّ لمّا

غدت منّي مطلّقة نوار [6]

و لو أنّي ملكت يدي و قلبي‌

لكان عليّ للقدر الخيار

و كانت جنّتي فخرجت منها

كآدم حين أخرجه الضّرار [7]

و كنت كفاقئ عينيه عمدا

فأصبح ما يضي‌ء له النهار

يخاصم كل من يمد يده لمساعدة النوار

: و أخبرني بخبره مع النّوار أحمد بن عبد العزيز، قال: حدثنا عمر بن شبة، قال: حدثني محمد بن يحيى، عن‌


إن تأت بنتك من بيتي مطلقة

فلن تردي عليها زفرة الندم‌

[1] ردع الخلوق: ريح الطيب.

[2] كرام: فاعل تريك. يقول: إنهن كالنجوم يبدون مع الشمس مع أن النجوم لا تظهر معها.

[3] الحارث بن عباد: فارس النعامة «فرسه» من بني بكر. ارجع إلى خبره في «الأغاني» عند الكلام عن حرب تغلب و بكر ابني وائل.

[4] الحي الغموض: القبيلة التي تخفي مكانتها.

[5] يريد أنه أدب نوار بزواجه هذا. فرضيت بالنصف (بفتح النون) أي الإنصاف، أو رضيت بالنصف (بكسر النون)، أي بالقسمة بينها و بين الزوجة الجديدة.

[6] الكسعي: رجل يضرب به المثل في الندامة على كسره قوسه، و كان جربها في عدة ظباء، فظن أنها لم تصبهن، ثم اتضح أنها أقصدتهن جميعا.

[7] الضرار، من ضاره، يريد أن مخالفة آدم لأمر ربه أخرجته من الجنة.

نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 21  صفحه : 189
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست