responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 20  صفحه : 364

الخليل يحبه و يجله:

حدّثني عمي قال: حدّثني عبيد اللّه بن محمد اليزيديّ قال: حدّثني أخي أبو جعفر/ قال: سمعت جدّي أبا محمد يقول: صرت يوما إلى الخليل بن أحمد، و المجلس غاص بأهله، فقال لي: هاهنا عندي، فقلت أضيّق عليك، فقال: إنّ الدنيا بحذافيرها تضيق عن متباغضين، و إنّ شبرا في شبر لا يضيق عن متحابّين. قال: و كان الخليل لأبي محمد صافي الودّ.

يجمع بين الخليل و ابن المقفع:

حدثنا اليزيديّ قال: حدّثني عمي عبيد اللّه قال: حدّثني أخي أحمد قال: سمعت جدي أبا محمد يقول:

كنت ألقي الخليل بن أحمد، فيقول لي: أحبّ أن يجمع بيني و بين عبد اللّه بن المقفّع، و ألقى ابن المقفّع فيقول: أحب أن يجمع بيني و بين الخليل بن أحمد. فجمعت بينهما، فمرّ لنا أحسن مجلس و أكثره علما، ثم افترقنا، فلقيت الخليل فقلت له: يا أبا عبد الرحمن، كيف رأيت صاحبك؟ قال: ما شئت من علم و أدب، إلّا أني رأيت كلامه أكثر من علمه، ثم لقيت ابن المقفّع فقلت: كيف رأيت صاحبك؟ فقال: ما شئت من علم و أدب، إلّا أنّ عقله أكثر من علمه [1].

يناظر الكسائي في مجلس المهدي فيغلبه:

حدثنا اليزيديّ قال حدّثني عمي عبيد اللّه قال: حدّثني أخي أحمد بن محمد قال: حدّثني أبي محمد بن أبي محمد قال: قال لي أبو محمد:

كنا مع المهدي ببلد في شهر رمضان قبل أن يستخلف بأربعة أشهر، و كان الكسائيّ معنا، فذكر المهديّ العربية و عنده شيبة بن الوليد العبسيّ عمّ دفافة، فقال المهديّ: نبعث إلى اليزيديّ و الكسائيّ، و أنا يومئذ مع يزيد بن المنصور خال المهديّ، و الكسائي مع الحسن الحاجب، فجاءنا الرسول، فجئت أنا، فإذا الكسائيّ على الباب قد سبقني. فقال: يا أبا محمد، أعوذ باللّه من شرّك، فقلت: و اللّه لا تؤتى من قبلي حتى أوتى من قبلك.

/ فلما دخلنا عليه أقبل عليّ، و قال: كيف نسبوا إلى البحرين فقالوا: بحرانيّ، و نسبوا إلى الحصنين [2] فقالوا:

حصنّي و لم يقولوا حصنانيّ. كما قالوا بحراني؟ فقلت: أصلح اللّه الأمير! لو أنهم نسبوا إلى البحرين فقالوا: بحريّ لم يعرف أ إلى البحرين نسبوا أم إلى البحر؟ فلما جاءوا إلى الحصنين لم يكن موضع آخر يقال له: الحصن ينسب إليه غيرهما [3] فقالوا: حصني.

قال أبو محمد، سمعت الكسائي يقول لعمر بن بزيع- و كان حاضرا- لو سألني الأمير لأخبرته فيها بعلّة هي أحسن من هذه. قال أبو محمد: قلت: أصلح اللّه الأمير، إن هذا يزعم أنك لو سألته لأجاب بأحسن مما أجبت به.

قال: فقد سألته: فقال الكسائيّ: لما نسبوا إلى الحصنين كانت فيه نونان، فقالوا: حصني اجتزاء بإحدى النونين عن الأخرى، و لم يكن في البحرين إلّا نون واحدة، فقالوا: بحراني. فقلت: أصلح اللّه الأمير! فكيف تنسب رجلا من‌


[1] هد «إلّا أن عقله و علمه أكثر من كلامه».

[2] الحصنين موضع، و قلعة بوادي له من نواحي الطائف.

[3] ذكر ياقوت أن هناك مواضع كثيرة تسمى بهذا الاسم، و مما ذكر منها: ثنية بمكة في موضع يقال له: المفجر.

نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 20  صفحه : 364
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست