أخبرني الحرميّ
بن أبي العلاء قال حدّثنا الزبير بن بكّار قال حدّثني موسى بن زهير بن مضرّس قال:
كان الرّمّاح بن أبرد المعروف بابن ميّادة ينسب بأمّ جحدر بنت حسّان المرّيّة إحدى
نساء بني جذيمة، فحلف أبوها ليخرجنّها إلى رجل من غير عشيرته و لا يزوّجها بنجد؛
فقدم عليه رجل من الشام فزوّجه إياها؛ فلقي عليها ابن ميّادة شدّة، فرأيته و ما
لقي عليها، فأتاها نساؤها ينظرن إليها عند خروج الشاميّ بها. قال: فو اللّه ما
ذكرن منها جمالا بارعا و لا حسنا مشهورا، و لكنّها كانت أكسب الناس لعجب. فلمّا
خرج بها زوجها إلى بلاده اندفع ابن ميّادة يقول:
[5] هذا
البيت أورده سيبويه شاهدا على أن الحجازيين ينصبون المفعول لأجله المعرّف كما
ينصبون المنكر. و الشاهد في قوله «الصبر» فإنه منصوب على المفعول له. و بنو تميم
لا ينصبون المعرّف و يرفعون الصبر في البيت على أنه مبتدأ. (انظر «كتاب سيبويه» ج
1 ص 193 طبع بولاق).
[6] كذا
فيء، أ. و تعرورى: تركب، يقال: اعرورى الفرس. أو البعير أي ركبه عريا و استعارة
تأبط شرا للمهلكة فقال:
يظل بموماة و يمسي بغيرها
جحيشا و يعرورى ظهور المهالك
و يقال:
اعرورى مني أمرا قبيحا أي ركبه. و لم يجيء في الكلام افعوعل متعديا إلا اعروريت و
احلوليت المكان إذا استحليته. و في باقي النسخ «تعروني» و هو تحريف و جرع
(بالتحريك): جمع جرعة (بالتحريك أيضا)، و هي الأرض ذات الحزونة تشاكل الرمل،-