«إذا استلحموا» [1] ......... و إذا ركبوا لم ينظروا عن شمالهم و
يروى: أولئك أبناء العزيف [2]- ثم قال: أما إني ما أزعم أن أحدا بعد زهير أشعر من
الحطيئة.
وافقه ابن
ميادة في شطر فعرف أنه شاعر
أخبرني الحسين
بن يحيى حمّاد بن إسحاق عن أبيه قال: بلغني أنه لما قال ابن ميّادة:
تمشّي به ظلمانه و جآذره
قيل له: قد
سبقك الحطيئة إلى هذا، فقال: و اللّه ما علمت أنّ الحطيئة قال هذا قطّ، و الآن
علمت و اللّه أني شاعر حين واطأت الحطيئة.
قال الأصمعيّ
و قد أنشد شعره إنه أفسده بالهجاء
قال حمّاد: قال
أبي: و قال لي الأصمعيّ و قد أنشدني شيئا من شعر الحطيئة: أفسد مثل هذا الشعر
الحسن بهجاء الناس و كثرة الطمع.
سئل من أشعر
الناس فأخرج لسانه يعني نفسه
قال حمّاد: قال
أبي: و بلغني عن عبد الرحمن بن أبي بكرة [3] أنه قال: لقيت الحطيئة بذات [4] عرق
فقلت له: يا أبا مليكة، من أشعر الناس؟ فأخرج لسانه كأنه لسان الحية ثم قال: هذا
إذا طمع.
قابل حسان
متنكرا و سمع من شعره
و نسخت من كتاب
أحمد بن سعيد الدمشقي قال حدّثنا الزّبير قال حدّثني يحيى بن محمد بن طلحة و كان
قد قارب ثمانين سنة قال:
أخبرني بعض
أشياخنا أن أعرابيا وقف على حسّان بن ثابت/ و هو ينشد، فقال له حسّان: كيف تسمع
[5] يا أعرابيّ؟ قال: ما أسمع بأسا؛ قال حسّان: أ ما تسمعون إلى الأعرابيّ! ما
كنيتك أيها الرجل؟ قال: أبو مليكة، قال: ما كنت قطّ أهون عليّ منك حين اكتنيت
بامرأة، فما اسمك؟ قال: الحطيئة، فأطرق حسّان ثم قال له: أمض بسلام.
كان بخيلا
يطرد أضيافه
أخبرني الحسين
بن يحيى عن حمّاد عن أبيه عن المدائنيّ قال:
مرّ ابن
الحمامة بالحطيئة و هو جالس بفناء بيته، فقال: السلام عليكم؛ فقال: قلت ما لا
ينكر؛ قال: إني
[1]
استلحموا: نشبوا في الحرب و دخلوا في غمارها. و هذه الرواية في البيت الثاني الذي
أوّله: إذا ما دعوا ...
[2] العزيف:
الصوت له دويّ و منه عزيف الرعد لدويه و عزيف الريح لما يسمع من دويها و عزيف
القوس تصويتها. و لعله يريد هنا صوت ما يستنهض به للحرب كالطبل و نحوه أو أصوات
الأبطال في حومة الوغي.
[3] كذا في
أغلب النسخ و هو الموافق لما في «الشعر و الشعراء» لابن قتيبة، و في أ، م «عبد
الرحمن بن أبي بكر» و كلتا الروايتين محتملة لأن كلا من عبد الرحمن بن أبي بكرة و
ابن أبي بكر كان في عهد الحطيئة.
[4] ذات عرق:
مهلّ أهل العراق و هو الحد بين نجد و تهامة.