نظرت إلى أشعب يسلّم على
رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قال: و هو يدعو و يتضرّع، قال: فأدمت نظري
إليه، فكلما أدمت النظر إليه كلّح و بثّ أصابعه في يده بحذائي حتى هربت فسألت عنه
فقالوا: هذا أشعب.
أخبرني أحمد، قال: حدّثني
محمد بن القاسم، قال: حدّثني محمد بن الحسين، قال: حدّثني إسحاق بن إبراهيم بن
عجلان الفهريّ، قال:
/ إن
أشعب مرّ برشّ قد رشّ من الليل في بعض نواحي المدينة فقال: كأن هذا الرش كساء
برنكانيّ [1] فلما توسطه قال: أظنني و اللّه قد صدقت، و جلس يلمس الأرض.
أخبرنا أحمد، قال: حدثنا
محمد بن القاسم، قال: حدّثني محمد بن الحسين، قال: حدثنا بعض المدنيين، قال:
كان لأشعب خرق في بابه،
فينام و يخرج يده من الخرق و يطمع أن يجيء إنسان فيطرح في يده شيئا؛ من الطمع.
أخبرني أحمد، قال: حدثني
محمد بن القاسم، قال: حدّثنا الزبير، قال: حدّثني عبد الرحمن بن عبد اللّه
الزهريّ، قال:
صلّى أشعب يوما إلى جانب
مروان بن أبان بن عثمان، و كان مروان عظيم الخلق و العجيزة، فأفلتت منه ريح عند
نهوضه، لها صوت، فانصرف أشعب من الصلاة، فوهم الناس أنه هو الّذي خرجت منه الريح،
فلما انصرف مروان إلى منزله جاءه أشعب فقال له: الدّية، فقال: دية ما ذا؟ فقال:
دية الضرطة الّتي تحمّلتها عنك، و اللّه و إلا شهّرتك، فلم يدعه حتى أخذ منه شيئا
صالحا.
أخبرنا أحمد، قال: حدثنا
محمد بن القاسم، قال: حدّثني إبراهيم بن الجنيد، قال: حدّثني سوّار بن عبد اللّه
[2]، قال: حدّثني مهديّ [3] بن سليمان المنقريّ مولى لهم، عن أشعب، قال:
دخلت على القاسم بن محمد و
كان يبغضني في اللّه و أحبّه فيه، فقال: ما أدخلك عليّ؟ اخرج عني، فقلت:
أسألك باللّه لما جددت [4]
عذقا، قال: يا غلام، جدّ له عذقا، فإنه سأل بمسألة لا يفلح من ردّها أبدا.
/ أخبرنا
أحمد، قال: حدّثني محمد بن القاسم، قال: حدثنا الرّياشيّ، قال: حدّثني أبو سلمة
أيوب بن عمر، عن المحرزيّ، و هو أيوب بن عباية أبو سليمان، قال:
كان/ لأشعب عليّ في كل سنة
دينار، قال: فأتاني يوما ببطحان [5] فقال: عجّل لي ذلك الدينار، ثم قال: لقد
رأيتني أخرج من بيتي فلا أرجع شهرا مما آخذ من هذا و هذا و هذا.