هو أشعب بن جبير، و اسمه
شعيب، و كنيته أبو العلاء، كان يقال لأمه: أم الخلندج، و قيل: بل أم جميل، و هي
مولاة أسماء بنت أبي بكر و اسمها حميدة [1]. و كان أبوه خرج مع المختار بن أبي
عبيدة [2]، و أسره مصعب فضرب عنقه صبرا، و قال: تخرج عليّ و أنت مولاي؟ و نشأ أشعب
بالمدينة في دور [3] آل أبي طالب، و تولّت تربيته و كفلته عائشة بنت عثمان بن
عفان.
و حكي عنه أنه حكى عن أمه
أنها كانت تغري بين أزواج النبيّ صلّى اللّه عليه و سلّم، و أنها زنت فحلقت و طيف
بها، و كانت تنادي على نفسها: من رآني فلا يزنين [4]، فقالت لها امرأة كانت تطّلع
عليها: يا فاعلة، نهانا اللّه عز و جل عنه فعصيناه، أو نطيعك و أنت مجلودة محلوقة
راكبة على جمل!.
أمه كانت مستظرفة من
زوجات النبي
و ذكر رضوان بن أحمد
الصّيدلانيّ فيما أجاز لي روايته عنه، عن يوسف بن الداية، عن إبراهيم بن المهدي:
أن عبيدة بن أشعب أخبره- و
قد سأله عن أوّلهم و أصلهم- أن أباه و جدّه كانا موليي عثمان، و أن أمه كانت مولاة
لأبي سفيان بن حرب، و أن ميمونة أم المؤمنين أخذتها معها لمّا تزوجها النبي صلّى
اللّه عليه و سلّم، فكانت تدخل إلى أزواج النبي صلّى اللّه عليه و سلّم
فيستظرفنها، ثم إنها فارقت ذلك و صارت تنقل أحاديث بعضهن إلى بعض و تغري بينهن،
فدعا النبيّ صلّى اللّه عليه و سلّم عليها فماتت.
/ و
ذكروا أنه كان مع عثمان- رضي اللّه عنه- في الدار، فلما حصر جرّد مماليكه السيوف
ليقاتلوا، فقال لهم عثمان: من أغمد سيفه فهو حرّ، قال أشعب: فلما وقعت و اللّه في
أذني كنت أول من أغمد سيفه، فأعتقت.
سنّ أشعب
أخبرني أحمد بن عبد العزيز
الجوهريّ، قال: حدثنا عمر بن شبّة، قال: حدّثني إسحاق الموصليّ، قال:
حدّثني الفضل بن الرّبيع،
قال:
[1]
ف، و التجريد «أم الجلندح، و قيل: بل أم حميد». و في تاريخ بغداد 7:
37: أم حميدة بضم الحاء و بفتحها، و قيل: إن أمه جعدة مولاة اسماء بنت أبي بكر
الصديق.