سيكشفك التّعديل عمّا قرفتني
به فتأخّر عارفا أو تقدّم [1]
فإنّ قريشا لا تغيّر ودّها [2]
و لا يستمال عهدها بالتّزعّم
مضى سلف منهم و صلّى بعقبهم
لنا سلف في الأوّل المتقدّم
جروا فجرينا سابقين بسبقهم
كما اتّبعت كفّ نواشر معصم
و إنّ الّذي يسعى ليقطع بيننا
كملتمس اليربوع في جحر أرقم
أضلّك قدع الآبدات طريقها
فأصبحت من عميائها في تهيّم [3]
/ و خانتك عند الجري- لمّا اتّبعتها-
تميم فحاولت العلا بالتقحّم
فأصبحت ترميني بسهمي و تتّقى
يدي بيدي، أصليت نارك فاضرم
ابن قنبر يهجوه
قال: ثم هجاه ابن قنبر بقصيدة أوّلها:
قل لعبد النّضير مسلم الوغد ال
دّنيّ اللئيم شيخ [4] النّصاب
اخس يا كلب إذ نبحت فإنّي
لست ممن يجيب نبح الكلاب
أ فأرضى و منصبي منصب العزّ
و بيتي في ذروة الأحساب
أن أحطّ الرّفيع من سمك بيتي
بمهاجاة أوشب الأوشاب
من إذا سيل: من أبوه؟ بدا منه
حياء يحميه رجع [5] الجواب
و إذا قيل حين يقبل: من
أنت و من تعتزيه في الأنساب
قلت: هاجي ابن قنبر، فتسر
بلت بذكري فخرا لدى النّسّاب
ابن قنبر يتابع هجاءه
و هي قصيدة طويلة، فلم يجبه مسلم عنها بشيء، فقال فيه ابن قنبر أيضا:
لست أنفيك إن سواي نفاكا
عن أبيك الّذي له منتماكا
و لما ذا أنفيك يا بن وليد
من أب إن ذكرته أخزاكا
و لو أنّي طلبت ألأم منه
لم أجده إن لم تكن أنت ذاكا
لو سواه أباك كان جعلنا
ه إن [6] الناس طاوعونا أباكا
حاك دهرا بغير حذق [7] لبرد
و تحوك الأشعار أنت كذاكا
[1] قرفتني: اتهمتني. و التعديل: تزكية الشهود.
[2] في ما، و الديوان- 339:
«لا يغادر ودّها»
. [3] في الديوان- 339:
«أضلك قرع الآبدات ...»
، و القدع: المجاوزة. و تهيمه الهوى تهيما: حمله على الهيام.
[4] في مي «سنخ». و السّنخ: الأصل.
[5] في مي «ردّ الجواب».
[6] في ما «إذا الناس».
[7] و في ف:
«حاك دهرا بغير جدّ لبرد»