فبنا عزّ منكم الذّلّ و الدّ
هر عليكم بريبة كرّار
حاذروا دولة الزّمان عليكم
إنّه بين أهله أطوار
فتردّوا و نحن للحالة الأو
لي و للأوحد [1] الأذلّ الصّغار
فاخرتنا لمّا بسطنا لها الف
خر قريش و فخرها مستعار
ذكرت عزّها و ما كان فيها
قبل أن يستجيرنا مستجار
إنّما كان عزّها في جبال
ترتقيها كما ترقّى الوبار [2]
/ أيّها الفاخرون بالعزّ، و ال
عزّ لقوم سواهم و الفخار
أخبرونا من الأعزّ أ المن
صور حتى اعتلى أم الأنصار؟
فلنا العزّ قبل عزّ قريش
و قريش تلك الدّهور تجار
ابن قنبر يجيبه
قال: فانبرى له ابن قنبر يجيبه فقال:
ألا أمثل أمير المؤمنين بمسلم
و أفلق به الأحشاء من كل مجرم
و لا ترجعن عن قتله باستتابة
فما هو عن شتم النّبي بمحرم [3]
و لا عن مساواة له و لقومه
قريش بأصداء لعاد و جرهم
و يفخر بالأنصار جهلا على الّذي
بنصرته فازوا بحظّ و مغنم
و سمّوا به الأنصار لا عزّ قائل
أراد قريشا بالمقال المذمّم
و منهم رسول اللّه أزكى من انتمى
إلى نسب زاك و مجد مقدّم
و ما كانت الأنصار قبل اعتصامها
بنصر قريش في المحلّ المعظّم
و لا بالألى يعلون أقدار قومهم
صداء و خولان و لخم و سلهم
و لكنّهم باللّه عاذوا و نصرهم
قريشا و من يستعصم اللّه يعصم
فعزّوا و قد كانوا و فطيون [4] فيهم
من الذلّ في باب من العز مبهم
يسومهم الفطيون ما لا يسامه
كريم و من لا ينكر الظّلم يظلم
و إنّ قريشا بالمآثر فضّلت
على الخلق طرّا من فصيح و أعجم
فما بال هذا العلج ضلّ ضلاله
يمدّ إليهم كفّ أجذم أعسم [5]
يسامي قريشا مسلم و هم هم
بمولى يمانيّ و بيت مهدّم
/ إذا قام فيه غيرهم لم يكن له
مقام به من لؤم مبنى و مدعم
[1] في ف: و «للأدحر».
[2] في ف:
«إنما كان غيرها»
. و الوبار: جمع وبر؛ و هو حيوان من ذوات الحافر في حجم الأرنب.
[3] في ف «بمحجم».
[4] الفطيون: ملك تملك بيثرب. و قال ابن الكلبي: الفطيون اسمه عامر بن عامر بن ثعلبة (الاشتقاق لابن دريد).
[5] الأعسم، من عسم الكف و هو يبس مفصل الرسغ حتى يعوج.