responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 19  صفحه : 204

فسكرت و نمت، و جاءتني للموعد، فحركتني بكل ما ينتبه به النائم من قرص و تحريك و غمز و كلام، فلم أنتبه. فلما علمت أنه لا حيلة لها فيّ كتبت رقعة و وضعتها على مخدّتي، فانتبهت فقرأتها، فإذا فيها:

/

قد بدا شبهك يا مو

لاي يحدو بالظلام‌

قم بنا نقض لبانا

ت التزام و التثام‌

قبل أن تفضحنا عو

دة أرواح النّيام‌

تهاجي جارية هشام المكفوف‌

أخبرني محمد بن خلف بن المرزبان، قال: حدّثني أحمد بن أبي طاهر، قال:

كانت فضل الشاعرة تهاجي خنساء جارية هشام المكفوف، و كانت شاعرة، و كان أبو شبل عاصم [1] بن وهب يعاون فضلا عليها، و يهجوها مع فضل. و كان القصيديّ و الحفصي [2] يعينان خنساء على فضل و أبي شبل، فقال أبو شبل على لسان فضل:

خنساء طيري بجناحين‌

أصبحت معشوقة نذلين‌

من كان يهوى عاشقا واحدا

فأنت تهوين عشيقين‌

هذا القصيديّ و هذا الفتى الح

فصيّ قد زاراك فردين‌

نعمت من هذا و هذا كما

ينعم خنزير بحشّين [3]

فقالت خنساء تجيبها:

ما ذا مقال لك يا فضل بل‌

مقال خنزيرين فردين‌

يكنى أبا الشبل و لو أبصرت‌

عيناه شبلا راث [4] كرّين [5]

و قالت فضل في خنساء:

/

إنّ خنساء لا جعلت فداها

اشتراها الكسّار من مولاها

و لها نكهة يقول محاذي

ها أ هذا حديثها أم فساها!

و قالت خنساء في فضل و أبي شبل:

تقول له فضل إذا ما تخوّفت‌

ركوب قبيح الذّلّ في طلب الوصل‌

حر امّ فتى لم يلق في الحب ذلة

فقلت لها لا بل حر امّ أبي الشبل‌

و قالت خنساء تهجو أبا شبل:

ما ينقضي فكري و طول تعجّبي‌

من نعجة تكنى أبا الشبل‌


[1] ف، مم «عصم بن وهب».

[2] ف، ما «الصلحي».

[3] الحشان: مثنى حشن، و هو البستان، ثم نقل إلى موضع قضاء الحاجة؛ لأنهم كانوا يقضون حوائجهم في البساتين.

[4] يقال: راث الفرس، كما يقال: تغوط الإنسان.

[5] الكران: مثنى كر، بالضم. و هو مكيال، قيل: إنه أربعون إردبا.

نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 19  صفحه : 204
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست